وممّا يدل على مدحه أيضاً : أنَّه ممَّن كاتب العسكريعليهالسلام لاسيَّما على يد محمّد بن عبد الحميد الَّذي وثَّقه النجاشي(١) ، والعلَّامة(٢) ، وأنه يروي عن ثلاثة من الأئمة : الجوادعليهالسلام ، والهاديعليهالسلام ، والعسكريعليهالسلام ، كما في رجال الشيخرحمهالله (٣) .
وقال جدّي بحر العلومرحمهالله : (وأمّا سهل ، فقد اشتهر ضعفه ، ولا يخلو من نظر ؛ لتوثيق الشيخ ، ولكونه كثير الرواية جداً ، وعندهم أن ذلك من علامات الوثاقة ، بل من أدلَّتها ، ولأن رواياته سديدة مقبولة مفتى بها ، ولرواية الأجلاء عنه ، ولعدم تأمُّل المفيد فيه ؛ حيث ذكر في رسالة الردّ على الصدوق حديثاً دالّاً على مطلوب الصدوق رحمهالله وسهل في سنده ، وطعن عليه بوجوه كثيرة ، وبذل جهده في الطعن على ذلك ، وتشبَّث في طرحه وأنه لا أصل له بما أمكنه ، ولم يقدح في سهل بن زیاد. ولكونه من مشايخ الإجازة وهو دليل الوثاقة ) ، انتهى(٤) .
ما يدل على وثاقة الراوي
قلت : وكأنّه يشيررحمهالله بقوله : ولكونه كثير الرواية. إلى ما دلَّت عليه جملة من النصوص : «إعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا »(٥) .
وفي آخر : «اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنّا »(٦) .
__________________
(١) رجال النجاشي : ١۸٥ رقم ٤٩٠ ، ووثاقته لمحمّد بن عبد الحميد في ٣٣۹ رقم ٩٠٦.
(٢) خلاصة الأقوال : ٢٥٧ رقم ۸٤.
(٣) رجال الطوسی : ٣٧٥ رقم ٥٥٥٦ / ١ ، ٣٨٧ رقم ٥٦٩٩ / ٤ ، ٣٩٩ رقم ٥٨٥١ / ٢.
(٤) الفوائد الرجالية ٣ : ٢١.
(٥) وسائل الشيعة ٢٧ : ١٤۹ ح ٣٣٤٥٢ / ٣٧ والمؤلفرحمهالله ذكره بالمعنى وما أثبتناه من المصادر الحديثية.
(٦) وسائل الشيعة ٢٧ : ٧۹ ح ٣٣٢٥٢ / ٧ والمؤلفرحمهالله ذكره بالمعنی وما أثبتناه من المصادر الحديثية.