ومعنى الاستغراق فيما نحن فيه : أنّ جميع أفراد الحمد من كلّ حامد إلى كل محمود مرجعه إلى الله. وفي الحقيقة حمدٌ لله تعالى ، سواء كان على الفواضل أو على الفضائل ، فكلّ ذلك عارية منه تعالى كما في الحديث : «إليه يرجع عواقب الثناء »(١) ، وقد عرفت معنى لفظ الجلالة.
عدم إمكان العلم بكنه ذاته
«المتعالي في عزّ جلاله » أي : المرتفع بسبب القوَّة والغلبة والعظمة ، فـ(في) هنا للسببية.
والعزّة ، بمعنى : القوَّة والغلبة.
والجلالة ، بمعنى : العظمة.
«والمطارح » جمع : مطرح ، وهو إمّا : مصدر ، بمعنى : الرمي. أو : اسم مكان(٢) .
[٣] ـ قالرحمهالله : «فلا يحيط بكنهه العارفون »(٣) .
أقول : (الفاء) للتفريع ، وإنَّما خصّ العارف بالذكر ؛ لأنَّ حكم غيره يعرف بالأولوية به ، ولأن غيره لا يعتد به ، وفيه ردّ على جماعة من المتكلّمين والأشاعرة حيث جوّزوا العلم بكنه ذاته ، وكيف يمكن الإحاطة بها وهذا سيِّد الأنبياءصلىاللهعليهوآله يقول : «سبحانك ما عرفناك حق معرفتك »(٤) ، وكان يكرر من قول : «اللهُمَّ زدني
__________________
(١) ينظر : شرح الأسماء الحسنى ٢ : ٢٢ ، شرح فصوص الحكم : ٥١٠.
(٢) ينظر : لسان العرب ٢ : ٥٢٨ ، مادة : (ط. ر. ح).
(٣) معالم الدين : ٣.
(٤) ذكره المجلسيرحمهالله في بحار الأنوار ٦٨ : ٢٣ ، وفي حق اليقين في الرابع من الصفات السلبية ، وقد كتب الشيخ محمّد بن قطب الدين الأزنيقي رسالة في شرح هذا الحديث ، ينظر : كشف الظنون ١ : ٨٧١.