2%

صفات كماله ، حجّةً نيِّرة واضحة المكنون ، وآية بيّنة لقوم يعقلون ، وبرهاناً جلياً لا ريب فيه ، ومنهاجاً سوياً لا يضلّ من ينتحيه(١) .

والنهي عن التكلُّم في الله أي في ذاته وصفاته فإنَّ ما يتعلق بهما بحر زاخر لا يصل إلى أطرافه النظر ، ولا يدرك قعره البصير ، ولا يجري فيه فكر البشر ، فكلّ سابح في بحار عزّه وجلاله غريق ، وكلّ طالب لأنوار كبريائه وكماله حريق ، فإنَّ تصوَّر من ذاته شيئاً فهو يشابه ذوات المخلوقات ، وإن تعقّلَ من صفاته أمراً فهو يناسب صفات الممكنات ، وإن لم يتصوَّر منهما شيئاً ولم يستقرَّ عقلُه على أمر صار موجباً للهمّ والغمّ والتدلُّه والحيرة ، حَتَّى يؤدي ذلك إلى الجنون(٢) . ولنعم ما قيل :

فيكَ يا أعجوبة الكون

غدا الفكر كليلا

أنتَ حيّرتَ ذوي اللبِّ

وبلبلت العقولا

كلَّما قدمت فكري

فيك شبراً فرَّميلا

هائماً يخبط عشواء

فلا يُهدى سبيلا

الرد على المجسّمة والمشبّهة

[٤] ـ قالرحمه‌الله : «المتقدّس بكمال ذاته عن مشابهة الأنام »(٣) .

أقول : (التقدّس) : التنزّه والتعبّد ، وفيه ردّ على المجسَّمة والمشبِّهة ، ولا ريب

__________________

(١) تفسير أبي السعود ١ : ٣.

(٢) شرح اُصول الكافي للمازندراني ٣ : ١٤٩.

(٣) معالم الدين : ٣.