أزهر الوجه ، حالك الشعر جعده(١) أشمّ الأنف(٢) أنزع(٣) رقيق البشرة(٤) على خدّه خال اسود على جسده خيلان حمرة(٥) .
إن لزيارة المؤمن في الله حيّا وميّتا من الفضل ما لا يبلغ مداه ، كما يشهد به النقل ، فكيف بإمام المؤمنين ، على أن في زيارة مراقد الأنبياء والأوصياء إحياء لذكرهم واشادة بفضلهم ، وجمعا للقلوب عليهم ، وترغيبا للناس على الاقتداء بأعمالهم ، وذلك ما تحبّذه جميع عقلاء الامم لإحياء مآثر العظماء وتجديد ذكرى فضلهم والتشجيع على الاحتذاء بهديهم ، مضافا الى أن في زيارة مراقد النبيّ والأئمة تعظيما لشعائر الله تعالى وهو من تقوى القلوب.
والنقل في فضل زيارتهعليه السلام من وجهين ، الأوّل : ممّا جاء في فضل زيارة قبورهم عامّة ، الثاني : ممّا جاء في فضل زيارة قبره خاصّة.
أمّا الأوّل فكثير جدا ، ومنه قول الرضاعليه السلام : إن لكلّ إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة(٦) .
__________________
(١) الجعد في الشعر خلاف البسط.
(٢) الشمم : ارتفاع قصبة الأنف وحسنها وارتفاع في أعلاها وانتصاب الأرنبة ـ طرف الأنف ، ويكنّى به عن الإباء.
(٣) النزع : انحسار الشعر عن جانبي الجبهة.
(٤) وفي نسخة : دقيق المسربة ، والمسربة : الشعر وسط الصدر الى البطن.
(٥) أي يخال أن على جسده حمرة ، هذا اذا قرئ بفتح الخاء المعجمة ، وأما اذا قرئ بالكسر فهي جمع خال ، ومعناه أن الخال الذي على جسده هو من الحمرة ، وفي نسخة حبلان حمرة ، بحاء مهملة وباء موحّدة.
(٦) وسائل الشيعة : ٥ / ٢٥٣ / ٥.