10%

فكّر أيها القارئ الكريم في هذه النصائح القدسيّة ، وأعد النظر في فقراتها ، وانظر ما ذا سيبلغه البشر من نهاية السعادة لو وضع الامراء وأرباب الدولة هذا الكتاب نصب أعينهم ، ودرج عليه الناس في معاملاتهم بعضهم مع بعض ، ولكن البشر لا يزال في سكرته لا يستيقظ لسماع مثل هذه المواعظ.

ومن وصاياه لشيعته :

قال زيد الشحّام : قال لي أبو عبد اللهعليه السلام : اقرأ من ترى أنه يطيعني منكم ويأخذ بقولي السلام ، واوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمّدص .

أدّوا الأمانة الى من ائتمنكم عليها برّا أو فاجرا ، فإن رسول الله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ، صلوا عشائركم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدّوا حقوقهم ، فإن الرجل منكم اذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل : هذا جعفري ، ويسرّني ذلك ، ويدخل عليّ منه السرور ، وقيل : هذا أدب جعفر ، وإذا كان غير ذلك دخل عليّ بلاؤه وعاره وقيل : هذا أدب جعفر ، فو الله لحدّثني أبي أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة عليعليه السلام فيكون زينها ، أدّاهم للأمانة ، وأقضاهم للحقوق ، وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، تسأل العشيرة عنه ، ويقولون :

من مثل فلان؟ إنّه أدّانا للأمانة ، وأصدقنا للحديث(١) .

__________________

(١) الكافي ، كتاب العسرة ، باب ما يجب من العشرة : ٢ / ٦٣٦ / ٥.