30%

توقفوه على سيّئة يخضع لها ، فإنها ليست من أخلاق رسول اللهص ولا من أخلاق أوليائه(١) .

وقالعليه السلام ، وما أنفعها كلمة : احسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله وانصحوا لأنفسكم ، وجاهدوا في طلب ما لا عذر لكم في جهله ، فإن لدين الله أركانا لا تنفع من جهلها شدّة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته ، ولا يضرّ من عرفها فدان بها حسن اقتصاده ، ولا سبيل الى أحد الى ذلك إلاّ بعون من الله عزّ وجلّ(٢) .

العشرة :

كان من الجميل النافع أن نجمع وصاياه ومواعظه حسب الموضوعات.

ولئن فاتنا ذلك كلّه فلا يفوتنا بعضه ، فنحن ذاكرون الآن نبذا في بعض الموضوعات ممّا هو في متناول أيدينا. ونبتدئ بالعشرة.

لا شكّ أن الانسان من غريزته المحاكاة والتقليد لمعاشريه وأقرانه ، فإن كانوا أخيارا اقتبس منهم محاسنهم ، وإن كانوا أشرارا انطبع بمساوئهم وذلك طبعا في الأكثر الغالب من البشر ، ولأجله وجّه إمامنا نصيحته الى الناس فقالعليه السلام :

إيّاكم وعشرة الملوك وأبناء الدنيا ففي ذلك ذهاب دينكم ويعقبكم نفاقا ، وذلك داء ردي لا شفاء له ، ويورث قساوة القلب ويسلبكم الخشوع.

وعليكم بالإشكال من الناس(٣) والأوساط من الناس فعندهم تجدون

__________________

(١) روضة الكافي.

(٢) إرشاد الشيخ المفيد طاب ثراه ، في أحوالهعليه السلام : ص ٢٨٣.

(٣) أحسبه يريد بالإشكال الأمثال أي عليكم بأمثالكم من الناس دون الأعلون.