10%

فكادت ترجع إليه ، وكان أمير المؤمنينعليه السلام يقول : « قلّما أدبر شيء فأقبل »(١) وعلّمهم كيف يحافظون على النعم فقال لسدير الصيرفي : ما كثر مال رجل قط إلاّ عظمت الحجّة لله تعالى عليه ، فإن قدرتم أن تدفعوها فافعلوا ، فقال : يا ابن رسول اللهص بما ذا؟ قالعليه السلام : بقضاء حوائج اخوانكم من أموالكم ، ثمّ قال : تلقّوا النعم يا سدير بحسن مجاورتها ، واشكروا من أنعم عليكم ، وأنعموا على من شكركم ، فإنكم اذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزيادة ومن إخوانكم المناصحة. ثمّ تلا قوله : « ولئن شكرتم لأزيدنكم »(٢) .

ومن طرق الشكر أن يتظاهر العبد بما أفاض المولى سبحانه عليه من سوابغ النعم ، ومن ثمّ تجد الامام المرشد أبا عبد اللهعليه السلام يلفتنا الى هذه الخلّة الحميدة فيقول : إن الله يحبّ الجمال والتجمّل ، ويكره البؤس والتباؤس ، فان الله عزّ وجلّ اذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها ، قيل : وكيف ذلك؟ قالعليه السلام : ينظف ثوبه ، ويطيب ريحه ، ويكنس افنيته ، ويجصّص داره حتّى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ، ويزيد في الرزق(٣) .

هذه بعض تلك الطرق التي هي مظهر للشكر ولإظهار النعم وفسّروا التحدّث النعم « وأما بنعمة ربّك فحدّث » بما أشار إليه الإمام وبأمثاله.

حسن الصحبة :

ليس حسن الصحبة أمرا يأتيك عفوا دون ترويض النفس وكبح جماحها ،

__________________

(١) مجالس الشيخ الطوسي المجلس / ٩.

(٢) مجالس الشيخ الطوسي ، المجلس / ١١ ، والآية ٧ من سورة إبراهيم.

(٣) مجالس الشيخ الطوسي ، المجلس / ١٠.