موقف الإمام عليعليهالسلام السياسي بعد تسلّمه زمام الحكم -١-
١٩/ شهر رمضان / ١٣٨٨ هجري
هذه الليلة..... لذكرى ...
ذكرى أشأم ليلة بعد يوم توفي فيه رسول اللّهصلىاللهعليهوآله فاليوم الذي توفي فيه رسول اللهصلىاللهعليهوآله كان اليوم الذي خلّف فيه النبيّصلىاللهعليهوآله تجربته الإسلامية في مهبّ القدر ، في رحبة المؤامرات التي أتَت عليها بعد برهة من الزمَن ، واليوم الذي اغتيل فيه الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام ، كان اليوم الذي قضى على آخر أمله في إعادة خطّ تلك التجربة الصحيحة ، هذا الأمل الذي كان لا يزال يعيش في نفوس المسلمين الواعين متجسّداً في شخص هذا الرجل العظيم ، الذي عاش منذ اللحظة الأولى همومَ الدعوة وآلامها ، و اكتوى بنارها و شارك في بنائها لبنةً لبنة..... وأقام صرحها مع أُستاذهصلىاللهعليهوآله مِدماكاً فوق مِدماك .
هذا الرجل الذي كان يعبّر عن كلّ هذه المراحل بكلّ همومها.... ومشاكلها وآلامها....
هذا الرجل هو الذي كان يمثّل هذا الأمل الوحيد الذي بقيَ للمسلمين الواعين ، في أنْ تسترجع التجربة خطّها الواضح الصريح وأُسلوبها النبوي المستقيم.... حيث إنّ الانحراف في أعماق هذه التجربة كان قد طغى وتجبّر واتسع ، بحيث لم يكن هناك أيّ أمل في أنْ يَقهر هذا الانحراف.... اللهم إلاّ على يد رجلٍ واحد كعليّ بن أبي طالبعليهالسلام ولهذا كانت حادثة اغتيال هذا الإمام العظيم.... حينما خرّ صريعاً في مثل هذه الليلة تقويضاً حقيقياً لآخر