6%

معَ زور القصر وإفك قُضاة العصر

نذكر فيما يلي طائفةً من افتراءات أهل قصر الإمارة وقضاته على الإمام (عليه السلام)، وردوده الحكيمة البليغة، وفتاواه التي مَسحت زورهم وإفكهم، ومسخت قضاتهم حين تسوّروا محراب قدس الله تعالى بالنّيل من كرامة عبده المجتبى لحفظ شريعته وحَمل أمره.

ونحن لا نبالغ إذا قلنا: إنّ العباسيّين قد لبسوا ثوب الدّين لبس الفرو مقلوباً، وساروا من حيث انتهى الأمويّون في ارتكاب المنكرات والبعد عن الدّين والديّان!

فالأمويّون - بالحقيقة - متزعّمون جاهليون، وخصماء تقليديون للهاشميين ولعترة النبيّ صلوات الله عليه وعليهم بالخصوص، تحكّموا برقاب العباد - لمّا نزلت الكُرة في مضربهم - على أساس أنّه:

لَعبتْ هاشم بالمُلك فلا

خبرٌ جاء ولا وحيٌ نَزَل

وكانوا مع الهاشميين على خطّين متوازيين لا يلتقيان، أو بالأحرى على خطّين متعاكسين لا يزالان يتباعدان،.. وما على الجاهليّ إن عيّرتهُ بعدم الالتزام بالدّين؟!

أمّا العباسيّون، فقد جاءوا إلى الحُكم تحت ظلّ دعوة رفْع الحيف عن الدّين وعن الهاشميين، وليعيدوا الحقّ إلى العلويّين، ولكنّهم حين وصلوا إلى عرش المُلك فاقوا أسلافهم ظلماً وجوراً وبُعداً عن الدّين، وتنكيلاً بذريّة سيّد المرسلين (صلّى الله عليه وآله)، حتى لتحسب أنّهم على غير ملّته وعلى غير شريعته، وأنّهم لم يؤمنوا بما جاء به عن ربّه، ولم يُصدّقوا شيئاً ممّا قاله!

فقد كان هَمّ كلّ عباسيّ واهتمامه ينحصران في إذلال أولياء الله، والحطّ من كرامة عباده الصالحين، لا بباعث شهوة التشفيّ، كما فعلَ الأمويّون ثأراً لرؤوس الضلال من عتاتهم الّذين قَتلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، بل بشهوة إقامة مُلكٍ ظالم ذاقوا حلاوة التسلطّ فيه، فأقاموه على أشلاء كلّ ذي كرامةٍ، وكلّ ذي حقّ من أهل الحقّ، ليتمرّغوا في نعيمه ليس إلاّ!

فهل هذا هو عدل الإسلام يا خلفاء المسلمين؟