6%

طغوى.. عَهدَي المعتصم والواثق

عاشَ إمامنا (عليه السلام) عهوداً ستّةً في ظلّ ظلمٍ سافرٍ، إذ حملَ أمر الله تبارك وتعالى بولاية النّاس طيلة مُلك ستّةٍ من خلفاء بني العباس، هم: المعتصم، والواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين، والمعتزّ، ولاقى أثناء ذلك صنوفاً من الأذى وأنواعاً من المكر، وعاشرَ فيها عتاةً متغطرسين حَكموا المسلمين باسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وساروا وفق جاهليةٍ رعناء، ولم يعيشوا الإسلام إلاّ في مظاهر جوفاء!

ثمّ عَمدوا إلى بَني عليّ (عليه السلام) فأرعبوهم طيلة حياتهم التي ختموها معهم - كلّهم - بالسّمّ والقتل البشِع، حرباً لله تعالى ورسوله! ثمّ لم يخجلوا بأن تلقّبوا بألقابٍ كانوا أبعد عن معناها بُعد السماء عن الأرض؛ إذ كان الرشيد غير رشيدٍ حين أطغاه الحُكم، والمأمون غير مأمون على غير عبّاسيّته العنيدة، والمعتصم اعتصمَ بغير الله وبغير أهل الدّين ضدّ أهله، والواثق عرفَ الحقّ وعمل بغيره، والمتوكّل توكّل على الشيطان دون سواه، والمنتصِر انتصرَ بأبالسة التّرك والدّيلم على العرب والمسلمين، والمستعين لم يستعِن بالله طرفة عين، ومثلهم المعتزّ، والمعتضد، و...

وقد أضافوا أسماءهم جميعها إلى اسم الله ولم يَعرفوا الله، وتلبّسوا بخلافة فاقدةٍ لمحتواها، ثمّ حَملوا أوزار سلطانٍ غاشم فَعل الأفاعيل وجاء بالأباطيل، وغطّى على عهد الأمويّة الّذي سبق، وعلى عهد الوثنيّة التي سَلفت! فسحقاً لأصحاب ألقاب أغضبوا ربّ الأرباب؛ لكثرة ما احتطبوا من الآثام ولشدّة ما ارتكبوا من الإجرام..