20%

إلمامةٌ عابرة بمزايا العترة الطاهرة

إنّ أوّل آية خارقةٍ من آيات أهل بيت النبيّ (صلوات الله عليه وعليهم): أنّ تأريخهم سَبَقهم وكُتِب قبل ولادتهم، فقد حدّث به النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أصحابه قبل حدوثه، وأطلعهم على ما يجري عليهم واحداً بعد واحدٍ سلفاً، ونقلَ إليهم ما خطّه قلم القدرة في اللّوح المحفوظ عنهم، وما قضى به الباري عزّ وعلا عليهم، فتحدّث الناس بأوصياء النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وبعددهم، وأسمائهم، وصفاتهم، وبما يُصيب عليّاً، والحسن، والحسين،.. حتى الإمام الثاني عشر عجّل الله تعالى فرجه..

  ثمّ وصفَ علمهم وفضلهم، وبيّن صفاتهم ولم يترك خافياً من أمورهم؛ كي لا يضلّ الناس عنهم ولا يحيدوا عن الدّين، وعمّا كلّفهم به ربّ العالمين،.. فصارَ تاريخ أهل البيت (عليهم السلام) يدور على كلّ لسان قبل أن يولد أكثرهم، وقبل أن يولد آخرهم بمئتين وخمس وخمسين سنة،.. ثمّ تناقلهُ الرّواة، وتحدّثت به الرّكبان، وصار معلوماً لدى القاصي والداني، جارياً على لسان المؤالف والمخالف،.. كما أنّه كُتبَ - يومئذ - مجمل تاريخ بعض الصّحابة؛ إذ ذكرَ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) نصر بعضهم لأهل بيته، وظلم البعض الآخر لهم، وقيام سلاطين جبّارين،.. وأعطى من أعلام الغيب ما مدحَ به قوماً وذمّ آخرين، وكشفَ لأمّته عن كثير ممّا يجري بعد لحوقه (صلّى الله عليه وآله) بالرّفيق الأعلى.