11%

الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول صلّى الله عليه وسلّم

1 - الزهراء والخلافة

من المعروف أنّ الإمام عليّ وآل البيت الكرام قد انشغلوا بعد انتقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى الرفيق الأعلى مباشرة بتجهيزه صلّى الله عليه وسلّم، وكان علي، وهو مشغول بالجهاز، تفيض دموعه على وجهه في صمت، وهو يُتمتم(بأبي أنت وأُمي يا رسول الله... طبت حيّاً وميّتاً...، ولولا أنّك أمرت بالصبر، ونهيت عن الجزع...، بأبي أنت وأمي...)، (إنّ الصبر لجميل إلاّ عنك، وإنّ الجزع لقبيح إلاّ عليك...، اذكرنا عند ربك، واجعلنا من همك) ، وفي هذه الأثناء، وقبل أن تُشيّع جنازة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وهو ما يزال بعد مُسجّى في فراشه، وقد أغلق أهله دونه الباب، حدث أمر جدّ خطير، فلقد اجتمع الخزرج بقيادة سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، وخفّ إليهم رجال الأوس؛ ليختاروا من بينهم رجلاً يكون على رأس المسلمين، بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلقد اعتقد الأنصار أنّهم أَولى بهذا الأمر، بعد أن آوى الإسلام إليهم وأذن الله لرسوله بالهجرة إليهم؛ ليتّخذ مدينتهم موطناً له، ومنطلقاً لرسالته، فأتى الخبر أبا بكر، فأسرع ومعه عُمر، ثُمّ لقيا أبا عبيدة فانطلقوا جميعاً إلى سقيفة بني ساعدة، وبعد جدال طال ولم يستطل، انتهى المجتمعون إلى اختيار الصدّيق خليفة للمسلمين. وكان الإمام علي في تلك الساعات العصيبة بجوار الجثمان الطاهر المُسجّى