11%

الفصل الثالث: مِن خصائص أهل البيت

وانطلاقاً من كلّ ما تقدّم من شواهد - من الكتاب والسُنّة - فلقد اتّفق عُلماء المسلمين على أنّ الله تعالى، المُنعم الكريم، قد تفضّل، سبحانه وتعالى على أهل بيت نبيّه الكريم صلّى الله عليه وسلّم بخصائص اختصّهم بها، وبِنِعَم أنعمها عليهم(1) ؛ إكراماً لنبيّه وحبيبه سيّدنا ومولانا وجدّنا محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لعلّ من أهمّها:

1 - الصلاة على أهل البيت

كان مِن كرامة أهل البيت عند الله تعالى، أن جعل الصلاة عليهم مقرونة بالصلاة على جدّهم العظيم، سيّد الأوّلين والآخِرين، وأفضل الأنبياء والمُرسلين صلّى الله عليه وسلّم في كلّ صلاة، وفي كلّ تشهّد، وقد أشرفا من قبل إلى أنّ الصحابي

____________________

(1) روى الطاهر بن عبد السلام: أنّ الزمخشري قال: إنّ أهل بيت النبي يُساوونه في سبعة أشياء:

في السلام، في قوله: السلام عليك أيّها النبي في التشهد، وفي قوله تعالى: ( سَلاَمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) ، وفي ختم التشهّد بالصلاة عليه وعليهم، وفي قوله تعالى: ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، وفي المحبّة في قوله تعالى: ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ) ، وفي قوله تعالى: ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، وفي تحريم الصدقة، والتشريك في الخُمس، وفي قوله تعالى: ( وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى ) .

غير أنّ رواية ابن حجر الهيتمي، عن الفخر الرازي: أنّهم يساوونه صلّى الله عليه وسلّم في خمسة أشياء: في الصلاة عليه وعليهم في التشهد، وفي السلام، وفي الطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبّة).