وكانت هذه النسبة معروفة في ذلك العهد حتّى أن شريكاً القاضي شهد عنده شيعيّان وهما محمّد بن مسلم الثقة الشهير المعروف بصحبته للصادق وأبو كريبة الأزدي، فنظر شريك في وجهيهما مليّاً ثمّ قال: جعفريّان فاطميّان(١) .
فنعرف من هذا أن النسبة كانت من أيامه واستمرّت الى هذا اليوم.
مناظراته
لأبي عبد اللّهعليهالسلام الكثير من الحجج البوالغ التي أظهر فيها الحقّ وقطع فيها العذر، نوافيك بشطر منها لأنها ناحية من نواحي حياته العلميّة المليئة بالعِبر والعِظات لا يستغني المسلم عن الوقوف عليها.
مناظراته في التوحيد
سبق شيء من كلامهعليهالسلام في التوحيد، وكان في طيّه بعض المناظرات، ونورد ههنا شيئاً منها غير ما سلف.
فمن تلك المناظرات ما يروى عن هشام بن الحكم، قال: كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبد اللّهعليهالسلام أشياء، فخرج الى المدينة ليناظره فلم يصادفه بها، وقيل: إِنه خارج بمكّة، فخرج الى مكّة ونحن مع أبي عبد اللّهعليهالسلام فصادفنا ونحن مع أبي عبد اللّه في الطواف وكان اسمه عبد الملك وكنيته أبو عبد اللّه، فضرب كتفه كتف أبي عبد اللّهعليهالسلام ، فقال له: ما اسمك ؟ قال: عبد الملك، قال: فما كنيتك ؟ قال: أبو عبد اللّه، فقال أبو عبد اللّهعليهالسلام : فمن هذا الملك الذي أنت عبده ؟ أمن ملوك الأرض أم ملوك السماء ؟ واخبرني عن ابنك عبد إِله السماء أم عبد إِله الأرض ؟ قل ما شئت تخصم. فلم يحر جواباً.
____________________
(١) بحار الأنوار: ٤٧/٣٩٣/١١٥.