ولقد ذكر له صاحب مدينة المعاجز ما ينوف على ثلاثمائة كرامة ومنقبة وها نحن اُولاء نذكر شيئاً ممّا روته الكتب الجليلة والمؤلّفات القيّمة، وما اتفق على الكثير منها الفريقان، وتسالمت عليه الفِرقتان.
دعاؤه المجاب
يقول الصبّان في «إسعاف الراغبين»: وكان مُجاب الدعوة اذا سأل اللّه شيئاً لا يتمّ قوله إِلا وهو بين يديه، ويقول الشعراني في «لواقح الأنوار»: وكان سلام اللّه عليه اذا احتاج الى شيء قال: يا ربّاه أنا محتاج الى كذا فما يستتمّ دعاؤه إِلا وذلك الشيء بجنبه موضوع.
وهذا القول منهما لا يدلّ على استجابة دعائه فحسب بل وعلى سرعة الإجابة، حتّى لكأنَّ المسؤول عنه كان الى جنبه أو بين يديه، وما كان جزم هؤلاء المؤلّفين بإجابة دعائه بسرعة الإجابة إِلا لكثرة ما تناقلته الطروس والسطور وحفظته الصدور من ذلك، حتّى صار لديهم شيئاً محسوساً وأمراً معلوماً.
وممّا ذكروه لهعليهالسلام ما كان من قصد المنصور له بالقتل مراراً عديدة، فيحول اللّه تعالى بينه وبين ما عزم عليه ببركة دعائه، بل ينقلب حاله الى ضدّ ما نواه وعزم عليه، فينهض لاستقباله ويبالغ في إِكرامه(١) .
ومن ذلك: أن الحكم بن العبّاس الكلبي قال:
صلبنا لكم زيداً على جذع نخلة | ولم نَر مهديّاً على الجذع يُصلب | |
وقستم بعثمان عليّاً سفاهة | وعثمان أزكى من عليّ وأطيب |
____________________
(١) المناقب: ٤/٢٣١ انظر في ذلك نور الأبصار للشبلنجي، وتذكرة الخواص للسبط، ومطالب السؤل لابن طلحة الشافعي، والفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي، والصواعق المحرقة لابن حجر، وينابيع المودّة للشيخ سليمان عند استطرادهم لأحوال الصادقعليهالسلام ، الى كثير سواهم، وقد ذكرنا ذلك مفصّلاً في محلّه.