8%

الإهداء

سيّدي أبا عبد اللّه:

أرفع بكلتا يديّ هذه الصحائف الوجيزة، لأهديها إلى رفيع قدسك موقناً أنّي لست ممّن يقوى على الرُقي لأمثال هذه المعارج العالية، أو تنفق بضاعته في مثل هذه السوق الغالية، غير أنّي مستمسك بعروة هذه العترة الطاهرة، ومتعلّق بأغصان هذه الشجرة المباركة، وأرغب جهدي في أن اُحسب في عِدادِ من أدركه الحظ بإسداء الخدمة اليهم. وهذا الذي بين يدي ما انتهى اليه عرفاني، ووصل اليه علمي، من الجمع والتأليف والتعليق وقيمة كلّ امرئ ما يحسنه، فإن كانت فيه حسنة فهي منك واليك، وإن كانت فيه كبوة فتلك من قلمي الجموح، ومن أولى منك بالإقالة من العثرات، وقلَّما يسلم منها أحد مثلي، وما أملي إلا أن تمنّ بابتياع هذه البضاعة المزجاة من وليّك، وثمنها القبول، وما أغلاه من ثمن.

محمّد الحسين المظفّر