8%

والزيديّة فِرق يجمعها القول: بأن الامامة في أولاد فاطمةعليها‌السلام ولم يجوّزوا ثبوت إِمامة في غيرهم، إِلا أنهم جوّزوا أن يكون كلّ فاطميّ عالم زاهد شجاع سخيّ خرج بالسيف إِماماً واجب الطّاعة سواء كان من أولاد الحسنعليه‌السلام أو من أولاد الحسينعليه‌السلام ، ومن ثم قالت طائفة منهم بإمامة محمّد وإِبراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن بن الحسنعليه‌السلام (١) أحسب أن اشتراط الامامة في بني فاطمة إِنما كان منهم فيمن يكون إِماماً بعد زيد، لأن بعض الفِرق منهم رأت ثبوت الامامة للشيخين كما ستعرف.

البتريّة:

فمن فِرق الزيديّة (البتريّة) وهم أصحاب كثير النوى، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وأبي المقدام ثابت الحدّاد، وهم الذين دعوا إِلى ولاية عليعليه‌السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر وأثبتوا لهما الامامة، وطعنوا في عثمان وطلحة والزبير وعائشة. وقيل: سمّوا بالبتريّة لأن زيد بن علي قال لهم عندما أخذوا يذكرون معتقداتهم: بترتم أمرنا بترَكم اللّه، وقيل: سمّوا بذلك لأنّهم منسوبون إِلى كثير النوى وكان أبتر اليد(٢) .

ولو صحَّت هذه النسبة لكان الأصح فيها أن يقال - الأبتريّة - لا البتريّة.

____________________

(١) المِلل والنِّحل المطبوع في هامش الفصل: ١/١٥٩.

(٢) منهج المقال للشيخ أبي علي الحائري في الألقاب.