الإماميّة:
ومن فِرق الشيعة (الإماميّة) ويعرفون بالجعفريّة نسبة إِلى جعفر بن محمّدعليهماالسلام ، لأنه المذهب الذي ينسبون اليه، وسيأتي أنه كيف صادر مذهباً دون سائر الأئمة وكلّهم مذهب في الأحكام.
والإماميّة هم الذين يرون الامامة في الاثني عشر: علي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمّد بن علي، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمّد بن علي، وعلي بن محمّد، والحسن بن علي، وابنه المهدي المغيب الذي يترقّبون ظهوره كلّ حين صلوات اللّه عليهم أجمعين.
ويعتقدون أن إِمامتهم بالنصّ الصريح الجلي من النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم عن اللّه عزّ شأنه، وأن رسول اللّهصلىاللهعليهوآلهوسلم نصَّ على خلافة علي أمير المؤمنين وإِمامته كما نصَّ على اخوَّته ووصايته، وكان النصّ منه في مواطن عديدة، منها يوم الغدير، كما أنهصلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر بأسماء الخلفاء والأئمة الذين هم بعد أمير المؤمنينعليهالسلام واحداً بعد آخر، على نحو ما ذكرناه من أسمائهم، وأكّدوا ذلك النصَّ من بعضهم على بعض، فنصَّ علي على الحسن، والحسن على الحسين، والحسين على ابنه علي، وهكذا الأب على ابنه إِلى أن انتهت إِلى ابن الحسن المنتظر، كما أنهم يعتقدون حياته ووجوده بعد ولادته عام ٢٥٥، ليلة النصف من شعبان، وأنه تغيب فرقاً من فراعنة عصره، وأنه هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً(١) .
____________________
(١) ذكر كثير من أهل السنّة الامام المهدي وأنه ابن الحسن العسكري واعترفوا بوجوده وأنه الموعود به، انظر مطالب السؤل، والحجّة لابن عرب، ولواقح الأنوار، والتذكرة، وشرح الدائرة، والفصول المهمّة، وفرائد السمطين، الى غيرها، بل ادّعى بعضهم مشاهدته والاجتماع به.