يعرض هذا الكتاب لمحة عن الكتابة قبل الاسلام ومراحلها بعده، وعن الحديث ومراحل تدوينه واقسامه واصنافه، وعن علمي الدراية والرجال، ويتعرض للصحابة والعدالة وآراء المحدثين والفقهاء فيهما، ويقارن بين العدالة التي اثبتها المحدثون لجميع الصحابة وبين العصمة التي اثبتها الشيعة لأئمتهم (ع) كما يتعرض لموقف كل من الشيعة والسنة من الرواة ومجاميع الحديث، وللبخاري والكليني وتاريخهما والى صحيح البخاري والكافي ومكانتهما عند الفريقين ويقدم امثلة منهما في مختلف المواضيع الى غير دلك مما يتصل بموضوع الكتاب مع الاختصار والتوضيح حسب الامكان، ويعتمد في جميع مباحثه على المصادر الموثوقة عند الفريقين.
مقدمة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
بسم الله و الصلاة على محمد وآل بيته وصحبه الطيبين
وبعد....
لقد وجدت وانا ادرس تاريخ التشريع واصوله اسرافاً في التهم وغلواً لا مبرر له من السنة والشيعة في احكامهم على الفقهاء والمحدثين من الفريقين، ذلك الغلو الذي اتخذ طابع التعصب الطائفي الذي اطاح بالقيم واحدث فجوة بينهما فرقتهم شيعاً واحزاباً، واصبحوا ينظرون من هذه الزاوية وحدها الى آثارهم ومؤلفاتهم على اختلاف انواعها ومقاصدها، مع العلم بأن تلك المؤلفات وبخاصة ما الفه الفريقان في الحديث يمكن الاستفادة منه والاعتماد عليه الى ابعد الحدود، ما دام ينتهي في واقعه الى مصدر واحد وهو الرسول الاعظمصلىاللهعليهوآله الذي يروي عنه الفريقان السنة بوسائطهم، والشيعة بواسطة أئمتهم (ع) وغيرهم من الموثوقين، ولكنهم بدلاً من دراستها دراسة واعية شاملة بقصد الاستفادة