الله تعالى، وحُب آيات الله، والأئمة هم آيات الله والدالّون عليه والمشيرون إليه، وأيضاً ما فيهم من الصفات والكمالات هي في الواقع مشتقة من الكمالات الإلهيّة، وهم يُجسِّدون الكمالات بدرجة عالية، فحبّهم يُمثل في الواقع حُبّ الله، وحُب الحيثيات والقيم الربّانيّة، هذا بنفسه كمال.
نحنُ لابُدّ أن نعلم بأنّ مدرسة الأنبياء ومنهاج التربية الإسلاميّة، تختلف عن مدرسة الفلاسفة والمفكّرين والمُنظّرين، مدرسةُ الأنبياء مدرسة تتعامل مع الجانب الإنساني والروحي، تتعامل مع عواطف البشر وقلوبهم، لا تتعامل فقط مع الأفكار المُجرّدة والنظريّة فيه - كما قلنا بالأمس - بل تتعامل مع الجانب القلبي، لأنّ هذا الجانب هو المُميّز للإنسان عن المخلوقات الأخرى، ربّما تكون المخلوقات لها درجة من الإدراك والقدرة على التعلُم، إلاّ أنّ هذا الجانب العاطفي - وما نُسميه (مدركات العقل العملي المتعلّقة بالوجدان والفطرة البشرية) - من مختصات الإنسان، وهو الذي يُميّز الإنسان عن سائر الموجودات ويعطيه هويته الخاصّة به، ولا يُشاركه فيها أيُ كائن آخر، مهما صُمِّم على شكل أنيق، وغريزة دقيقة في إدراك بعض الأمور، سواء كان من الحيوانات