والظالمين والطواغيت، فتُغيِّر من مجرى حركتها ومسارها التاريخي في الحياة، تجعل منها أمة ذليلة يسودها الظلم والعدوان والفساد، فهذه صيانة للأمة كأمة نوعية متميزة، هاتان الصيانتان هي مسؤولية الأوصياء والأئمة.
عندما نجد فوارق في حياة إمام عن إمام ثاني، فهذا التمييز بين الصيانتين يُفسر لنا قسماً من هذه الفروق وجانباً منها، فإنّك مثلاً عندما تجد الإمام الباقر أو الصادق (عليهما السلام)، يهتمان ويتوجهان إلى تعليم الناس فقه الرسول، والأحكام الشرعية، والنظريات الإسلامية، يهتمان بذلك ويُكرِّسان جهودهما ووضعهما وحياتهما، بينما نجد الإمام الآخر، كأنّه ليس له شغل بالنظريات العلميّة والشرعيّة، وإنّما همّه الأكبر الجانب السياسي مثلاً والثورة،....
هذا الفرق بين الموقفين، بين دور هذا الإمام الظاهر في التاريخ ودور ذاك الإمام، أيضاً قد يكون راجعاً إلى هذه النقطة التي أشرنا إليها، أي أنّ الخطر الذي كان يهدّد الإسلام في زمن الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام)، كان خطراً يهدّد تحريف الرسالة كرسالة؛ نتيجة الأفكار