16%

كفشلهم في تقييم الثورة الحسينية المباركة، فهذه لا تصدر من إنسان اعتيادي، عن ناس غير كاملين أصلاً، وغير متربّين تربية رسالية كاملة، فضلاً من أن يكون إنساناً معصوماً مثل: الحسين (عليه السلام).

إذن، في هذه النقطة، نحن نؤكد على أهمية التحليل التاريخي، والدراسة التحليلية لمواقف الأئمة، والدراسة التي تحاول أن تكشف خلفيّات، وأبعاد، وأهداف حركة هذا الإمام وتحرّك ذاك الإمام، في نفس الوقت ينبغي أن نعلم، أنّ هذا التحليل ما يضمن لنا أن يكون صحيحاً هو: أن نكون على قرب من مدرسة آل البيت (عليهم السلام)، على أن نستخلص ونستخرج هذا التفسير من خلال المفاهيم التي وضعوها هُم، والأمور التي بيّنوها أيضاً، ولا نقتصر على الاستفادة ممّا تُسجّله الكتب التاريخية العامّة، من الوقائع، والأهداف المطلوب جمع المفردات التاريخية وصياغتها صياغة حيّة؛ لاستخراج التحليل التاريخي الفعّال، أو التفسير التاريخي المعطاء لموقف الإمام الحسين (عليه السلام) الثائر، أو لصلح الإمام الحسن (عليه السلام) الواقي.

المقدّمة الثالثة: ثورة الحسين (عليه السلام) مدرسة متكاملة

إنّ الحسين (عليه السلام) - وموقفه، أو ثورته فيها جوانب كثيرة - في الواقع مدرسة كاملة، الإنسان من خلال دراسته لهذه الثورة، يمكنه أن يطّلع على أكثر قيم، ومُثل الرسالة الإسلامية مجسّدة في أعمال هذا الثائر الإلهي، وأعمال أصحابه ومواقفهم، الثورة أجلّ وأعظم من أن