25%

وأمّا التحريف في الآيات والسور فقد جاءت رواياتٌ أكثرها من الطرق السنّية، وبعضها من الطرق الشيعية، إلاّ إنّها جميعاً كانت موضع رفضٍ من قبل المسلمين جميعا، اللّهم إلاّ من بعض الإخباريّين (شيعة وسنّة) وسنبحث فيما يلي في مجمل الأمر بعونه تعالى.

دليل عدم التّحريف من الكتاب:

استدل بعض المفسّرين لإثبات عدم التحريف ببعض الآيات:

منها:( إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (١) .

يقول العلاّمة الطباطبائيرحمه‌الله في الآية:

( فهو ذِكر ٌحيٌّ خالدٌ مَصُونٌ مِن أن يموت وينسى من أصله، مَصُونٌ مِن الزيادة عليه بما يُبطَل به كونه ذكراً، مصونٌ من النقص كذلك، مصونٌ مِن التغيير في صورته وسياقه، بحيث تتغير به صفةُ كونه ذكراً لله مبيّناً لحقائق معارفه، فالآية تدلّ على كون كتاب الله محفوظاً من التحريف، بجميع أقسامه).

ويقول أيضاً: (إنّ الآية بقرينة السياق إنّما تدلّ على حفظ الذكر الذي هو القرآن بعد إنزاله إلى الأبد)(٢) .

ويقول الزَمخشري حول الآية:

(... وهو حافظه في كل وقت من كلِ زيادةٍ ونقصانٍ وتحريفٍ وتبديل، بخلاف الكتب المتقدمة... قد جعلَ ذلك دليلاً على أنّه منزّل من عنده آيةً، لأنّه لو كان من قول البشر أو غير آية لتطرق عليه الزيادة والنقصان كما يتطرق على كل كلام سواه...)(٣) .

ويقول السيد الخوئي:

(... فإنّ في هذه الآية دلالة على حفظ القرآن من التحريف، وأنّ الأيدي الجائرة لن تتمكن من التلاعب فيه)(٤) .

ويقول الفخر الرازي حول الآية:

____________________

(١) سورة الحِجْر: الآية ٩.

(٢) الميزان: ج١٢، ص١٠٣ - ١٠٤.

(٣) الكشّاف: ج٣ ص٥٧٢.

(٤) البيان: ص٢٢٦.