(... وإنّا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزيادة والنقصان)(١) .
ويقول الفيض الكاشاني:
( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) مِن التحريف والتغيير والزيادة والنقصان)(٢) .
ويقول الشيخ أبوعلي الطبرسي:
( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) عن الزيادة والنقصان، والتحريف والتغيير. وعن الحسن: معناه متكفل بحفظه إلى آخر الدهر على ما هو عليه، فتنقله الأمّة وتحفظه عصراً بعد عصر إلى يوم القيامة؛ لقيام الحجّة به على الجماعة من كل من لّزِمته دعوة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) .
إشكالات على هذا الاستدلال وأجوبتها:
ألف - يمكن أن يقال: إننا لا ننكر أنّ الآية في صدد بيان حفظ القرآن من الزيادة والنقصان، ولكن يصدق هذا المفهوم على حفظ القرآن في الجملة عند بعض الأفراد.
إلاّ أنّنا نقول:
إنّ هذا لا يصح، لأنّ هدف إنزال القرآن من قِبل الله هو إيصال الإنسان إلى غايته وهدايته الصراط المستقيم، وهذه الهداية لا تختص بإنسان دون آخر حتى يحفظ القرآن عند بعضهم فقط، فعلى ذلك، يقتضي هدف الإنزال حفظ القرآن عند الناس عامّة.
إذ ما الفائدة في حفظه عند شخصٍ؟ وهل الغرض حفظه فقط دون إفادته للناس؟؟ إنّ كان هذا، فحفظه في اللوح المحفوظ يكفي، أمّا إذا كان بقصد الهداية فلا معنى لتصور حفظه عند بعض الإفراد.
يقول السيد الخوئي رداً على هذا الإشكال:
(... إنّما المراد بالذكر هو المحكي بهذا القرآن الملفوظ أو المكتوب، وهو المنزل على رسول الله -صلىاللهعليهوآلهوسلم - ، والمراد بحفظه صيانته من التلاعب والضياع، فيمكن
____________________
(١) التفسير الكبير: ج ١٩، ص ١٦٠ - ١٦١.
(٢) تفسير الصافي: ج١، ص ٨٩٨ ط/ إسلامية.
(٣) مَجمع البيان: ج٥ و٦، ص٣٣١ ويقول قتادة حول الآية: ( فلا يستطيع إبليس أن يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقاً ) الدر المنثور: ج٤، ص٩٤.