به)(١) .
فالآية تنكر ورود ذلك في الكتاب.
أدلّة عدم التحريف في الروايات:
ألف - وردت مِن طُرِق السنّة والشيعة عن النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة الأطهار روايات كثيرة تحضّ على عرض الخبر على الكتاب وتدعو لقبول الروايات الموافقة له وردِّ ما كانت مخالفة له.
منها ما جاء عن النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله:
« تكثر لكم الأحاديث بعدي، فإذا رُوي لكم عنّي حديثٌ فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاقبلوه ، وما خالف فردّوه » .
وقوله أيضاً:
« إنّ على كلّ حقٍ حقيقة، وعلى كل صواب نوراً فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه » .
وعن الصّادقعليهالسلام :
« كل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زُخرف » (٢) .
فإذا كان القرآن هو المعيار لصحة الأخبار - ومنها الأخبار التي ظاهرها التحريف - وجب أن يكون سالماً مِن التحريف والتغيير.
وهنا طريقان في الاستدلال:
١ - إن القرآن مقدم على الأخبار وهو الميزان في تصحيحها، وهذا يدل على سلامة القرآن وعدم تحريفه؛ وإلاّ كان أمرهم بعرض الخبر على الكتاب مع تحريفه غير معقول.
٢ - إنّ الذين استدلوا ببعض الروايات على التحريف يعدّ استدلالهم هذا مخالفاً للعمل بهذه الروايات، لأنّ بعض الآيات يدلّ صراحة على عدم
____________________
(١) الميزان: ج١٧، ص٤٢٤.
(٢) راجع في الموارد الثلاثة: أصول الحنفية ص٤٣، نقلا عن الصحيح من سيرة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : ج١ ص٣٠، ووسائل الشيعة: ج١٨ ص٧٨ ، عن الكافي، والمحاسن، والآمالي، وكذا: ص٧٩، ومصنّف عبد الرزاق : ج١١ ص١٥٦ و ج١٠ ص٣١٣ و ج٦ ص١١٢، وتهذيب تاريخ دمشق: ج١٥ ص١٣٤، وتفسير البرهان: ج١ ص٢٨، والبيان والتبيين: ج٢ ص٢٨.