25%

وأخرج أبو الشيخ عن أبي أسامة ومحمّد بن إبراهيم التميمي، قالا: (مرّ عمر بن الخطّاب برجلٍ وهو يقرأ: ( (  وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) ) ، فوقف عمر فلمّا انصرف الرجل قال: من أقرأك هذه؟ قال: أقرأنيها أُبيّ بن كعب، قال: فانطلق إليه، انطلقا إليه، فقال: يا أبا المنذر، اخبرني هذا أنّك أقرأته هذه الآية، قال: صَدَق، تلقيتها مِن فيِّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال عمر: أنت تلقيتها مِن فيّ رسول الله؟ قال: فقال في الثالثة - وهو غضبان!!! - : نعم، والله لقد أنزلها الله على جبرئيلعليه‌السلام ولم يستأمر فيها الخطّاب ولا ابنه!! فخرج عمر رافعا يديه الله اكبر الله اكبر)(١) .

التحريف بين السنّة والشيعة

إنّ الهدف من دراستنا لقصّة (التّحريف ) هو الإجابة عن شبهة بعض الإخباريين في ذكرهم بعض الأخبار التي ظاهرها التحريف، والجواب عمّن نسب القول بالتحريف إلى الشيعة، لاعتقاد قليل منهم بهذا القول في تمسكهم بالأخبار دون دقّة في إسنادها ومتونها، ولهذا نجد أنّ ما في كتب أهل السنّة أكثر مما في كتب الشيعة حول النقص في القرآن!! أو رفع تلاوته، أو حول حذف بعضهم البسملة من القرآن و... الخ.

وبعد ذلك، نجيب عمّا رواه السنّة والشيعة في كتبهم سنداً، ودلالة، كما إنّ بحثنا السابق حول إثبات عدم التحريف من الكتاب والسنّة يُلزِمُنا بطرح هذه الروايات منذ البداية.

أهل السنّة ورواياتهم حول التحريف

اختلاف مصاحف الأصحاب

١ - حدثنا عبد الله حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا يحيى بن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا أبان بن عمران، قال: قلت لعبد الرحمن بن أسود أنّك تقرأ:( صراط مَن أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالّين) (٢) .

____________________

(١) الدر المنثور: ج٣ ص٢٦٩. وروايات هذا الباب كثيرة من طرق مختلفة.

(٢) المصاحف: ص٥٠.