٢٢ - روي عن أُبيّ بن كعب أنّه كتب في مصحفه سورتي الحفد والخلع: (اللهم إنّا نستعينك، ونستغفرك، ونثني عليك، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللّهمّ إيّاك نعبد، ولك نصلّي ونسجد، واليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق)(١) .
جوابنا عن روايات أهل السنّة في التحريف
أ - لقد ثبت عند جميع المسلمين تواتر القرآن، ولم يقل أحدٌ منهم - اعتقاداٌ - أنّه قد ثبت عن طريق الآحاد، لا كُلاًّ ولا بعضا، فعلى هذا نطرح كل الروايات التي يُشمّ منها ثبوت القرآن أو بعضه بغير التواتر، وكذا نطرح الروايات التي تقول بنسخ التلاوة لبعض الآيات، فهذه الروايات كلّها آحاد، لا تثبت قرآنا ولا تصمد أمام تواتر القرآن، الثابت عند جميع المسلمين، فيجب الحكم ببطلانها حتى ولو افترضت صحة سندها أيضاً لمخالفتها للكتاب - كما قلنا في السابق - بالإضافة إلى اعتقاد جميع المسلمين بتواتر الكتاب.
ب - أمّا بالنسبة إلى القراءات المختلفة التي نقلت عن بعض الصحابة في قسم من الآيات، فسنناقشها في المباحث الآتية. ولكن نقول هنا باختصار:
إنّ هذه القراءات ممّا وجد بعد عصر النبي -صلىاللهعليهوآلهوسلم - من قِبَلِ الصحابة الذين كان كل واحد منهم من قبيلة، ولم يكن سماعهم من النبي -صلىاللهعليهوآلهوسلم - كاملا، كما إنّ بعضهم كان ينسى الآيات أو قراءتها الصحيحة، فيتخيّل على النحو الذي يراه - كما يظهر من كثير من الروايات المتقدمة -، بل ذهب كلٌ منهم إلى بلد فقرأ القرآن بنحو يختلف به مع غيره من حيث القراءة، ولذا لما رأى حذيفة ذلك في أذربيجان، خاف من الاختلافات بين أهل الشام والعراق، فجاء إلى عثمان وعرض عليه هذا الأمر، فحمل عثمان الناس على قراءة واحدة ؛ حفظاً للقرآن من التحريف والنقصان وأيّده الإمام عليعليهالسلام أيضا في ذلك. فعلى هذا نقول: إنّ القراءات التي نقلها القراء والمفسرون و... لم تكن كلها صحيحة.
____________________
(١) مجمع الزوائد: ج٧ ص١٥٧، والإتقان: ج٢ ص٢٦، وعن المستدرك على الصحيحين وروح المعاني: ج١ ص٢٥، والبرهان: ج٢ ص٣٧، والإتقان: ج١ ص٦٥ ، نقلها عن أبي عبيد، والطبراني، والبيهقي، وابن جريح، ومحمد بن نصر المروزي ، في كتابه الصلاة وكذا، عن الطبراني بسند صحيح.