النبي -صلىاللهعليهوآلهوسلم - من ابتداء البعثة. والباقلاني كتب صفحات متعددة حول إثبات أنّ البسملة ليست آية من فاتحة الكتاب، ولا من فاتحة كل سورة ، وإنّما هي قرآن في سورة النمل فقط(١) . والذي فَهِم أنّ القول بحذف البسملة إنّما يعني القول بتحريف القرآن هو الفخر الرازي، الذي يقول: رداً على من يعتقد أنّ البسملة ليست من القرآن:
(فلو لم تكن التسمية مِن القرآن لمَا كان القرآن مصونا من التغيير، ولمَا كان محفوظاّ من الزيادة، ولو جاز أن يُظنّ بالصحابة أنّهم زادوا، لجاز أيضاّ أن يُظنّ بهم النقصان، وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة)(٢) .
وكذا، نبه السيد ابن طاووسرضياللهعنه على ذلك رداً على احد أهل السنّة الذي اتهم الشيعة بالاعتقاد بالتحريف، قال:
(... قد رأينا في تفسيرك إنّك ادَّعيت أنّ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ما هي من القرآن الشريف، وقد أثبتها عثمان فيه، وهو مذهب سلفكم إنّهم لا يرونها آية من القرآن وهي مائة وثلاث عشرة آية من المُصْحَف الشريف، تزعمون أنّها زائدة وليست من القرآن، فهل هذا الاعتراف منك يا أبا علي بزيادتكم في المصحف الشريف والقرآن ما ليس فيه ؟!!)(٣) .
الحروف المقطّعة أسماءٌ للسّور
هذا الكلام الذي ذكره عدة من أهل السنّة يدل على التحريف أيضاً. يقول ابن طاووسرحمهالله رداً على أحد أهل السنّة:
(... وجدناك في تفسيرك تذكر أنّ الحروف المقطّعة التي في أوّل سور القرآن أسماء السور، ورأينا هذا المصحف الشريف الذي تذكر أنّ سيدك عثمان بن عفّان جمع الناس عليه قد سَمَّى كثيراً من السور التي أوّلها حروف مقطعة بغير هذه الحروف...)(٤) .
____________________
(١) الإنتصار: ص٧١ إلى ٧٤.
(٢) التفسير الكبير: ج١٩ ص١٦٠.
(٣) ،(٤) سعد السعود: ص: ١٤٥.