فيه إلى المدينة فلَم أقدر عليه )(١) وكذا عن ابن سيرين (ولو أُصيب ذلك الكتاب لكان فيه العلم)(٢) .
فهل كان ابن سيرين يعتقد بأنّ مُصْحَف عليعليهالسلام فيه بعض الآيات التي ليست في المصاحف الأخرى!!؟ لا، بل هذه الإضافات ما هي إلاّ تأويلات وتنزيلات. وهذا عين ما صرّح به الإمامعليهالسلام نفسه، إذ قال:
« وقد جئتهم بالكتاب مشتملا على التنزيل والتأويل » (٣) . وتشير إلى ذلك روايات(٤) تصرّح بوجود بعض أسماء المنافقين من قريش في مصحف الإمامعليهالسلام ، وهذه الأسماء من التأويلات ولشرح شأن نزول الآيات.
ولما كان هذا النحو من الجمع لا يكون إلاّ من أمير المؤمنينعليهالسلام ، فإنّنا نجد الإمام أبا جعفرعليهالسلام يقول:« ما ادّعى أحد من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما أُنزل إلاّ كذّاب، وما جمعه وحفظه كما أُنزل إلاّ علي بن أبي طالب والأئمّة بعده » (٥) .
أمّا حمْل جَمْعَ عليعليهالسلام للقرآن على جمعه في الصدر(٦) فهو مخالف لما صرحت به الروايات الواردة في تأليف القرآن في المصحف، وما ورد حول كيفية تأليفه. فتبين أنّه ليس في النصوص التي وردت حول مصحف عليعليهالسلام إشارة إلى وجود بعض الآيات إضافة لما كان في مصاحف غيره، بل فيه التأويلات وتبيين محل نزول بعض الآيات فقط.
مُصْحَف فاطمةعليهاالسلام
يمكن أن يتوهم أنّ مصحف فاطمةعليهاالسلام من قسم مصحف عائشة أو حفصة أو غيرهما من الصحابة والتابعين، فيه ذكرت الآيات على نحو يختلف عمّا
____________________
(١) الإتقان: ج١ ص٥٧، والطبقات الكبرى: ج٢ ق١، ص١٠١.
(٢) تاريخ الخلفاء: ص١٨٥، والطبقات الكبرى: ج٢ ص٣٨٨.
(٣) آلاء الرحمن: ص٢٥٧. عن نهج البلاغة وغيره.
(٤) الاحتجاج، راجع: البحار، ج٩٢ ص٤٢، ط / إيران، وراجع بصائر الدرجات: ص١٩٣ والكافي: كتاب فضل القرآن، ط / إسلامية فيه روايات متعددة.
(٥) الكافي: كتاب فضل القرآن.
(٦) روح المعاني: ج١ ص٢١.