25%

ذكرت في القرآن المتواتر، ونحن نقول:

ورد في روايات كثيرة ذِكْرُ مصحف فاطمةعليها‌السلام ، وصُرِّح في بعضها أنّ في هذا المصحف عِلْمُ ما يكون وليس فيه ذكر حلال ولا حرام، كما صرّحت بعض روايات أخرى بأنّ فيه وصيّة فاطمة الزهراءعليها‌السلام . وعلى هذا يمكن أن تكون فيه بعض المعارف التي تعلمتها فاطمةعليها‌السلام من أبيها في طيلة حياتها، وتصرّح بعض الروايات أيضاً بأنّ مًصْحف فاطمة ليس فيه قرآن ولم يكن مُصْحَفا قرآنياً (١) .

نحن لا نريد أن نعرف ماذا في مصحف فاطمة، بل نريد أن نقول إنّ مصحفها ليس مصحفا قرآنيا، ولذا لم يقع ما توهمه بعض المتوهمين في المقام.

تنبيه وتعقيب

بعد بيان اعتقاد الإمامية بالنسبة إلى سلامة القرآن وعدم تحريفه يجب أن ننبّه إلى بعض الأمور:

ألف - إنّ من المغالطات العامّة (عمداً أو سهواً) هو الخلط بين فِرَق الشيعة وعدم التمييز بين اعتقادات كل فِرقة منهم، فلا يفرّقون بين الغُلاة والمعتدلين، وعدم تفريقهم بين هذه الفِرق أوجب لهم نسبة اعتقادات بعضهم إلى بعض آخر، ولذا يقول الدكتور حفني داود بالنسبة إلى أحمدأمين المصري بأنّه : ( لم يفرِّق التفرقة العلمية بين الإمامية والمؤلّهة... بل أكثر من ذلك، لم يميّز التمييز الدقيق بين المعتدلين من هؤلاء الأتباع ومن المتعصبين الذين يتناولون عقائد غيرهم بألسنة حِداد )(٢) .

ويقول أيضا:

( فالإمامية والزَّيْدِيّة من المذاهب الشيعية المعتدلة، يختلفون كل الاختلاف عن الكيسانية والمؤلّهة والحلولية المتطرفة )(٣) .

هذا الخلط ناشئ من جهلهم باعتقادات الشيعة الإمامية، ونعتقد أنّهم لهم يميّزوا هذا التمييز من أجل أن يستفيدوا من ذلك في هجمتهم على الإمامية، وهذا مما لا يليق بفكر سليم وعاقل مسلم.

____________________

(١) راجع في كل ذلك الكافي: باب فيه ذكر الصحيفة، ج١ ص٢٤٠.

(٢) مع الكتب الخالدة: ص١٧٠.

(٣) نفس المصدر: ص١٦٩.