بعض روايات الكذب، هم الغلاة )(١) .
( فانظر إلى آثار الشيعة تجد أنّهم قد ألّفوا في رد الغلاة عشرات الكتب، وتبرأوا منهم ومن اعتقاداتهم حتى يتبين لك الفرق العلمي بينهم)(٢) .
باء - من الأمور التي يجب التنبيه إليها هو وجود بعض الإخباريين بين الشيعة والسنّة الذي يهتمون بالروايات من حيث الرواية والخبر من دون النظر في القرآن ومطابقة الروايات للكتاب وعدمها فهؤلاء يأخذون الروايات من دون تدقيق في إسنادها، ولا يفرقون التفرقة العلمية بين الروايات وقبول ما هو صحيح منها ورد ما هو غير صحيح.
فلذا لمّا رأى هؤلاء بعض الروايات التي ظاهرها التحريف خُدعوا بها واعتقدوا بالتحريف وحتى لو لم يكونوا معتقدين بالتحريف فإنّهم على أي حال قد رووا هذه الأباطيل في كتبهم، لأنّهم احتملوا صحتها أو احتملوا لها وجهاً وجيهاً ليس من قبيل التحريف بنظرهم. والعهدة في ذلك عليهم لنقلهم هذه الروايات. وعلى أي حال فإنّ علماء الشيعة وكبراءهم كالصدوق والطوسي والمرتضى والطبرسي وغيرهم لم يعتقدوا بالتحريف وأنكروا نسبته إلى الشيعة وهذا هو الصحيح، وقد أكدوا على ضعف الروايات التي وردت في التحريف. راجع مقدمة مجمع البيان وغيرها ومقدمة تفسير الصافي والبحار وغيرهما.
فصل الخِطاب، التحريف، أهل السنّة
إنّ بعض الذين يحبون خداع الناس يظهرون بأنّ( فصل الخِطاب) الذي ألّف في تحريف الكتاب للميرزا محمد تقي النوري الطبرسي كله وارد من طرق الشيعة، وذكروا اثنين من أدلّة النوري التي ترجع إلى أحاديث الشيعة في الظاهر ولم يذكروا عشرة من أدلته الأخرى التي ترجع تسعة منها إلى روايات أهل السنّة(٣) ، وها نحن نذكر أدلّة النوري واحداً بعد واحد، حتى يتبين للناس أنّ أكثرها منقول عن
____________________
(١) تاريخ القرآن: ص١٦٥.
(٢) الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج١٠ ص٢١٢، ٢١٣ و٢١٤.
(٣) الشيعة والقرآن، لمؤلفه إحسان الهي ظهير، الذي انتخب من فصل الخطّاب قسمه الأخير فقط ، لخداع الناس.