14%

القرآن الكتاب السماوي الوحيد بين يدي الإنسان

لو أردنا التطرّق لكل ما جاء حول القرآن في نهج البلاغة فإنّ البحث يطول كثيراً، فلقد تناول الإمام عليعليه‌السلام في أكثر من عشرين خطبة في نهج البلاغة وصف القرآن ومنزلته، وقد يختص أكثر من نصف خطبة أحياناً لبيان منزلة القرآن ودوره في حياة المسلمين، وواجبهم إزاء هذا الكتاب السماوي، ونحن نكتفي هنا بتوضيح بعض توصيفات نهج البلاغة بشأن القرآن الكريم.

يقول الإمام عليعليه‌السلام في الخطبة ١٣٣ : ( وَكِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ نَاطِقٌ لا يَعْيَى لِسَانُهُ )، فالقرآن في متناولكم وأمامكم، وعلى العكس من الكتب السماوية لسائر الأديان من قبيل كتاب النبي موسى والنبي عيسىعليهما‌السلام فإنّ القرآن بين أيديكم، وحري القول إنّ الكتاب المقدس لم يكن في متناول عامة الناس في الأُمم السابقة، لا سيما يهود بني إسرائيل، بل كانت هنالك نسخ معدودات من التوراة موجودة عند علماء اليهود، ولم يكن بمقدور عامة الناس مطالعة التوراة.

وكان الوضع وما زال أكثر مدعاة للقلق فيما يخص كتاب النبي عيسىعليه‌السلام ؛ لأنّ ما يعرف اليوم بالإنجيل في أوساط المسيحيين ليس بذلك الكتاب الذي نزل على النبي عيسى المسيحعليه‌السلام ، بل هي مضامين جُمعت على أيدي أشخاص، وعرفت بالأناجيل الأربعة، وعليه فإنّ الأمم السابقة كانت محرومةً من الوصول إلى الكتب السماوية، لكن الوضع مختلف بشأن القرآن، فلقد كانت كيفية نزول القرآن وقراءته وتعلّمه من قِبل