إنّ الله هو الذي لا معنى للمستقبل والماضي والحاضر بالنسبة إليه، وبإمكانه الحديث عن المستقبل والإخبار به، وهو القادر على توضيح الطريق لعباده كيف يعملون ليبلغوا السعادة، إنّه القرآن الذي يخبر بما مضى وما سيأتي ويطلع البشر به؛ لذلك يقولعليهالسلام : ( أَلا إنّ فيه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ).أي اعلموا أنّ في القرآن الكريم علم ما يأتي وما مضى.
يصف عليعليهالسلام القرآن بأنّه مفتاح لعلاج جميع المشكلات فيقولعليهالسلام في وصفه : ( ودواء دائكم ونظم ما بينكم )، ففي القرآن دواء لآلامكم والسبيل لحل مشكلاتكم وتنظيم أموركم، إنّ القرآن دواء فيه شفاء لجميع الأمراض، وبوجود القرآن تتلاشى الآلام والمتاعب، فلابد من قراءة هذه الوصفة التي فيها الشفاء، ومطالعتها بدقة والتعرف على سبيل علاج الأدواء، والمشكلات الفردية والاجتماعية.
من البديهي أنّ الكلام عن العلاج قبل الشعور بالألم والمشكلة يُعد أمراً خارجاً عن المسيرة الطبيعية، فلابد أَوّلاً من معرفة الأمراض الفردية والاجتماعية وتشخيصها، من خلال استقراء الآيات القرآنية الكريمة، والتدقيق بها، ومن ثَمّ المبادرة لعلاجها من خلال استخدام هذه الوصفة الشافية.
إنّ في مجتمعنا اليوم الكثير من المشكلات سواء كانت فرديةً أو اجتماعيةً، والجميع يصبو لإزالتها وبالرغم من تحقّق تقدم ملفت في مختلف المجالات، فقد بقيت مشكلات جمّة ما فتئ المسؤولون يسعون لعلاجها بأي شكل من الأشكال.
في هذه الخطبة يقولعليهالسلام : ( ودواء دائكم ونظم ما بينكم )، فالقرآن وصفة لعلاج دائكم ومشكلاتكم، وفي الخطبة ١٨٩ يعبّرعليهالسلام قائلاً : ( وَدَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ ) أي أنّ القرآن دواء لا يبقى معه داء.