إنّ كلام عليعليهالسلام بهذا الخصوص يمثّل وجهاً آخر لكلام نبي الإسلام الأعظمصلىاللهعليهوآله حيث قال : ( إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن )(١) فحيثما خيّمت على مجتمعكم الاضطرابات والهواجس، والمشكلات والفوضى، والفتن كقطع الليل الحالك، ولم تصلوا إلى سبيل لعلاج مشكلاتكم فعليكم الرجوع إلى القرآن، فاجعلوا توجيهاته المخلّصة مِلاكاً للعمل.
إنّ تعاليم القرآن تحيي في القلوب روح الأمل والتغلب على المصاعب، وتهبها السعادة والفلاح، وتنقذ البشر من اليأس والإحباط.
من الطبيعي أنّ كل انتصار رهن بإرادة وسعي البشر، وبناءً على هذا إذا ما أردنا أن نحافظ على استقلالنا وحريتنا وحكومتنا الإسلامية، ونكون في أمان من كل مؤامرة وفي ظلال الله سبحانه وتعالى، فلا سبيل سوى العودة إلى الله وأحكام القرآن، والتوبة عن حالات الكفران وانتهاك الحرمات، التي بدرت من بعض المنبهرين بالغرب إزاء القيم الدينية.
من السذاجة بمكان إذا ما تصورنا أنّ القوى الاستكبارية تتفق مع مسؤولي نظام الجمهورية الإسلامية في أصغر قضية، تصب لصالح الشعب الإيراني المسلم ولا تخدم مصالحهم الاستعمارية، ومن فادح الجحود أيضاً أن نتخلى عن القرآن الكريم - معجزة النبي الخالدة التي تكفل السعادة والفلاح - ونمد يد الحاجة نحو الأعداء، ونترك ولاية الفقيه التي هي استمرار لولاية الأنبياء والأئمة المعصومين، ونقبل بولاية وتسلط الشياطين وأعداء الله، نعوذ بالله من أن يحلّ يوم يتعرض الشعب المسلم في إيران للغضب بسبب جحود النعمة العظمى المتمثلة بالاستقلال والعزة والأمان، ويصنع بيده أداة سقوطه وذلته من جديد.
____________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٢، ص ١٧.