على أية حال، إنّ واجب أبناء الشعب لا سيما القائمين على الشؤون الثقافية للبلاد، أن يدافعوا عن حياض العقائد والقيم الأخلاقية والدينية للمجتمع.
إنّ تصوّر البعض ممّن لا يتمتعون برؤية كافية في مجال المعارف الدينية، والواقعين تحت تأثير النظريات الفردية والتيارات العلمانية، فيما يخص المقطع موضع البحث من كلام الإمامعليهالسلام حيث يقول : إنّ في القرآن سبيل علاج جميع أدوائكم ومشاكلكم، هو أنّ المراد من الأدواء والمشكلات هي الأمراض والمشكلات المعنوية والأخلاقية الفردية للناس، لكن هذا التفسير ليس صحيحاً في نظرنا؛ لأنّ موضع البحث أعم من القضايا والمشكلات الفردية والاجتماعية.
لا يخفى أنّ التطرّق بالتفصيل لموضوع فصل الدين عن السياسة، وفقدان النظرية العلمانية لأي أساس، يستدعي فرصةً أخرى، ورغم ذلك سيتضح من خلال بيان وتوضيح كلام أمير المؤمنينعليهالسلام على مر هذا البحث هشاشة نظرية فصل الدين عن السياسة وبطلان التيار العلماني.
يقول عليعليهالسلام ( أَلا إنّ فيه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء دائكم ونظم ما بينكم)، فبعد تصريحهعليهالسلام بأنّ في القرآن علم الماضي والمستقبل، وفي القرآن دواء جميع الأدواء يذكّرعليهالسلام بهذا الأمر وهو : ( ونظم ما بينكم )، ففي القرآن النظام والطريق لتنظيم العلاقات فيما بينكم أيّها المسلمون، فهذا الكتاب السماوي يحدّد كيفية علاقاتكم الاجتماعية، ولغرض توضيح هذه العبارة الوجيزة وفي نفس الوقت الضامنة للحياة الاجتماعية للمسلمين لا مناص لنا من إيراد مقدمةً موجزة.
إنّ أعظم هدف لكل نظام سياسي واجتماعي هو توفير النظم والأمن الاجتماعي، فلا يمكن العثور على مذهب سياسي في العالم ينكر هذا الهدف، بل إنّ توفير الأمن