14%

طريق علاج المشكلات باتّباع تلك الأصول العامة، والاستفادة من التجارب والتدبر والعلم، فإذا ما نهضنا ساعين لعلاج المشكلات معزّزين بهذه الرؤية، فمن المؤكد أنّنا سنتغلب على جميع المشكلات وفي كافة الميادين، لأنّ هذا وعد الهي حيث يقول جلّ وعلا :( وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً ) (١) فمَن يلتزم بتقوى الله ولا يتمرد على أحكامه، فإنّه تعالى يهيئ له سبيلاً للخلاص والخروج من المشكلات.

القرآن دواء لأعظم الأدواء

ربّما لا ينسجم الكلام الآنف الذكر مع أذواق المغرورين، والذين لا نصيب لهم من تقوى الله ومن علوم القرآن وأهل البيتعليهم‌السلام ، والذين يتصورون أنفسهم بأنّهم يقفون عرضياً مع الله سبحانه وتعالى؛ لِما يعرفونه من مصطلحات في العلوم البشرية، بيد أنّ كل إنسان عاقل يقرّ بأنّ كل ما اكتشفه الإنسان نتيجةً لتطوره العلمي المذهل، إنّما هو بمثابة قطرة من بحر في مقابل مجهولاته، وأنّ كافة مزاعم المدارس الأخلاقية غير الإلهية في تقديم نموذج للمدينة الإنسانية الفاضلة، لا تعدل صفراً في مقابل العلم الإلهي، الذي لا ينفد وعلوم أهل البيتعليهم‌السلام النابعة من الإلهام الإلهي.

على آية حال إنّ علياً يرى أنّ أعظم مرض في المجتمع البشري هو الكفر والنفاق والضلال، فهذه الأمراض النفسية هي التي تصيب المجتمع بصنوف المشكلات والمصائب، ولابد من البحث على علاجها في القرآن : ( فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ، وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ وَالْغَيُّ وَالضَّلالُ )، فأعظم الداء عبارة عن الكفر والنفاق والغي والضلال، وعلاجه عبارة من الإيمان بالقرآن واتّباعه.

وينبغي الانتباه إلى أنّه ليس معنى هذا القول : ( اطلبوا دواء أدوائكم من القرآن؛ لأنّه دواء لجميع الأدواء والمشكلات )، إنّ القرآن شأنه كوصفة الطبيب الذي يقوم

____________________

(١) الطلاق : ٢.