في البداية يصفعليهالسلام القرآن بالنور فيقول : ( أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ نُوراً لا تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ )، فالله الذي أنزل القرآن نوراً على النبيصلىاللهعليهوآله لكن هذا النور يختلف عن سائر الأنوار، فهذه الحقيقة - القرآن الكريم - نور لا تنطفئ مصابيحه ولا يتوقف إشراقه أبداً، إنّ القرآن - من باب تشبيه المعقول بالمحسوس - كمصدر عظيم للطاقة الكهربائية، يقوم وعبر مصابيح شديدة الإنارة تتصل بشبكة إيصال الكهرباء، بإضاءة الطرق إلى المقصد الذي تنتهي إليه في الليالي المظلمة، وبوضع مصابيح الدلالة على مفترق طريقين أو عدة طريق، يبيّن أمام الساعين لبلوغ غاياتهم الطريق الذي ينتهي إلى الهدف عن سائر الطرق، التي تودي إلى الضلال والسقوط في الأودية الخطيرة.
إنّ القرآن يؤدي مثل هذا الدور في المجتمع الديني الإسلامي وفي حياة المتطلعين للسعادة والفلاح، مع فارق أنّ المصابيح التي يغذّيها هذا المصدر وتضيء طريق السعادة لا تنطفئ أبداً، وبالتالي فإنّ طريق الحق مستقيم ولاحِب على الدوام، وإنّ القرآن الكريم ومصابيحه المضيئة تنبّه أتباع القرآن على الدوام قائلةً لهم احذروا الانحراف عن جادة الحق.
في مقطع آخر من هذه الخطبة يقولعليهالسلام : ( ونوراً ليس معه ظلمة )، فالقرآن نور لا يدوم الظلام بوجوده؛ لأنّ لهذا الكتاب السماوي مصابيح تستمد النور منه فتضيء طريق الهداية والسعادة دائماً.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ الأئمةعليهمالسلام - الذين هم مفسرو الوحي الإلهي - هم بمثابة تلك المصابيح حيث يوضّحون معارف القرآن للناس، ويقومون بما وهبهم الله من علم بتعريف المسلمين بحقيقة القرآن.
كما نعرف أنّ القرآن والعترة - طبقاً لحديث الثقلين - بما يمثّلانه من وديعتين إلهيتين