شعاعها ولا يمكن إنكارها، وهذه الحقيقة لا شرقية ولا غربية لا مجهولة ولا متروكة.
يقول الإمام السجادعليهالسلام : إنّ حقيقة النبيصلىاللهعليهوآله وأهل بيته الكرامعليهمالسلام بمثابة المصباح الشفاف الذي يشع نوراً دون حاجة لشعلة، فنور القرآن يقوم على ذلك النور - ولاية أهل البيتعليهمالسلام - الذي يهدي الله إليه مَن يشاء.
كما تقدمت الإشارة أنّ ما يحظى بالدرجة الأُولى من الأهمية بالنسبة للإنسان، والعقل يقضي بأن يكرّس كل اهتمامه من أجل تحقّقه على أفضل وجه، هو السعادة والفلاح الأخروي؛ لأنّ الحياة في هذا العالم مقدمة وتمهيد للحياة الأخروية الخالدة، فمثل الإنسان في هذا العالم نسبةً إلى عالم الآخرة كالمسافر، الذي يعمل ويجتهد ليلاً ونهاراً في بلاد الغربة متقشّفاً محاولاً جمع ثمرة جهوده وإرسالها إلى موطنه الأصلي ومسقط رأسه؛ ليقتني له داراً وملاذاً، ويهيئ رأس مالٍ كي يحيا لدى عودته ما تبقّى من أيام حياته وادعاً عزيزاً مكرّماً متنعماً بالإمكانيات التي أعدّها سلفاً، مع فارق أنّ الحياة الأخروية خالدة وأبدية.
إنّ عقائد الإنسان وأعماله وسلوكياته بذور يزرعها الإنسان بيديه في هذا العالم، وتتكشف ثمرتها ومحصولها في عالم الآخرة، ففي هذا العالم إذا ما غرس المزارع بذوره طبقاً لإرشادات عالم محنّك ومتخصّص بأمر الزراعة، فإنّه سيجني ثمرة جهوده في أوان الحصاد كميةً أكبر من الحاصل وبأفضل نوعية، وعلى هذا المنوال إذا ما نظّم الناس أعمالهم وسلوكياتهم على أساس تعاليم القرآن الكريم وعلوم أهل البيتعليهمالسلام ، ونظّموا أمورهم الفردية والاجتماعية والسياسية وفقاً لتوجيهات القرآن الكريم، فسيتنعمون بثمار أعمالهم الحسنة في الآخرة بالإضافة إلى العزة والرفعة في الدنيا، وسيكونون فرحين لِما أعدّوا لأنفسهم بأعمالهم الصالحة من مآل سعيد في جوار الرحمة الإلهية.