في القرآن يوصف الذين لا يؤمنون بالأحكام والتعاليم الإلهية، ويُظهرون الإيمان لخداع المسلمين وبلوغ مآربهم الدنيوية فقط، بالمنافقين، وقد جرى بيان المواصفات الظاهرية والباطنية لهذه الفئة في آيات عديدة من القرآن الكريم.
على أية حال، الأمر الذي نؤكّد عليه هنا هو إذا ما أردنا أن نعيش على أساس أحكام القرآن، ويسعد أبناء شعبنا بهذا الكتاب السماوي فيجب أن يؤمن جميع الناس لاسيما المتصدين للشؤون الثقافية في المجتمع، ويعتقدوا بالقرآن ويسلّموا أمامه تسليماً إبراهيمياً، يتقبّلون في ضوئه أحكام القرآن دون لفٍّ ودوران.
يصف القرآن الكريم تسليم إبراهيمعليهالسلام في مقابل أوامر الله وتعاليمه بأنّه أسوة التسليم والرضا، وأنّ السّر في توفيقه في مواجهة الصعاب وانتصاره على المشركين، يكمن في الإيمان والصبر والاستقامة والتوكل على الله سبحانه وتعالى، ويدعونا لأن نكون على مثل هذا الإيمان والاعتقاد إزاء أمر الله والقرآن الكريم، وأن نكون في العمل كإبراهيم صامدين، ثابتي الأقدام في تنفيذ الأحكام الإلهية.
ونحن هنا نذكر باختصار قصة إبراهيمعليهالسلام في تنفيذ أمر الله بذبح ابنه إسماعيلعليهالسلام ؛ لنوضّح من خلالها محورية الله في الثقافة التوحيدية، ونقاط ضعفنا ونحن نواجه القرآن وأحكامه، ونعرّف القرّاء الأعزاء بالأدواء الحقيقية للمجتمع.
يُستفاد من القرآن الكريم أنّ المشيئة الإلهية قضت أن يُرزق إبراهيمعليهالسلام - بعد مِئة عام من الحرمان من الولد وبعد أن طال انتظاره وأوشك على اليأس - بولدٍ وتتحقق أمنيته القديمة، من الطبيعي أنّ أي إنسان يتمنى في حياته أن يرزق بولدٍ صالح، فهو يعتبر وجود الولد الصالح امتداداً لوجوده وبقائه، بعد ولادة إسماعيل أُمر إبراهيمعليهالسلام من الله تبارك وتعالى بأن يحمل وَلده وزوجته إلى ارض مكة، ويتركهما يعيشان أقسى الظروف