14%

محورية الله، في مثل هذه الحالة ينحني الإنسان تأدباً، ويستعد لتقبّل المعارف الإلهية بكل اندفاع.

التفسير بالرأي

بديهي أنّ التخلّي عن الأهواء والرغبات النفسية، والتسليم المحض أمام التعاليم والأحكام الإلهية والمعارف القرآنية، ليس لا يُعد أمراً متيسراً فحسب بل أنّ التغاضي عن النزوات والرغبات النفسية أمرٌ صعب جداً، بالنسبة للذين لا يمتلكون روحاً صلبةً من العبودية؛ لذلك أطلقوا على هذا العمل الجهاد الأكبر.

يبدو أنّ الدافع الروحي والنفسي للتفسير بالرأي ينشأ من؛ أنّ الإنسان وبسبب ضعف روح العبودية لديه يعجز عن تجاوز أهوائه ورغباته النفسية من جهة، ومن جهة أخرى أنّ الشيطان يستغل هذه الفرصة المؤاتية، ويحاول من خلال الإيحاءات الشيطانية توجيه عقل وتفكير مثل هذا الإنسان في فهمه المنحرف والخاطئ للقرآن والدين وإضلاله، لا سيما إذا كان الشخص يتمتع من حيث الوجاهة الاجتماعية بموقع ثقافي؛ إذ تتضاعف فعالية ووسوسة الشيطان وتزداد مطامع هذا العدو المتربص في إضلال مثل هذا الإنسان؛ لأنّ الشيطان يعرف أنّه وبتضليله لهذا الشخص ربّما يستطيع تضليل جماعة أو فئة لهم آذان صاغية له عن دينهم، فلم يكونوا وليسوا قلّة الذين يصدرون فتوى دون تهذيب لأنفسهم ووفقاً لأحكام مسبقة وقبل الرجوع إلى القرآن، ويدلون بآرائهم دون أن يتوفروا على أدنى جدارة وأهلية علمية وتخصص ضروري، فيقولون إنّ رأي القرآن هو عين رأينا، ومن الطبيعي أن يتشبث مثل هؤلاء بالآيات المتشابهة والغامضة حسب الظاهر؛ ليضفوا على آرائهم وأهوائهم النفسية صبغةً دينية وقرآنية، وبديهي أن لا يكون هنالك أي ضمان للفهم الصحيح والصائب للقرآن مع وجود مثل هذه الروحية وإصدار الأحكام سلفاً، بل من الطبيعي أنّه