بيان الوحي ويعدها من واجبات النبيصلىاللهعليهوآله :( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ ) (١) وليس مستبعداً أن يكون المراد من التعليم في بعض الآيات - من قبيل الآية ١٦٤ من سورة آل عمران، التي أوردت التعليم إلى جانب التلاوة - بيان منزلة وشأن النبيصلىاللهعليهوآله في بيان وتفسير الوحي والقرآن.
إنّ النبيصلىاللهعليهوآله - في الحقيقة - عندما ينبري لمهمة إبلاغ الوحي فهو يتحمّل واجبين مهمين، الأَوّل أن يقوم بتلاوة كلام الوحي وقراءته على الناس، والثاني بيان وتفسير مقاصد الآيات ومضامينها لهم وتعريفهم بأحكام ومعارف القرآن.يقول القرآن :( لَقَدْ مَنّ اللّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (٢) ففي هذه الآية والآيات المشابهة لها جرى بيان الوظيفة الأُولى أي قراءة الآيات من خلال لفظ ( يتلو )، واستخدم لفظ ( تعليم ) لبيان الوظيفة الثانية أي تفسير وبيان المضامين والأحكام.
وبالنتيجة فإنّ بيان الوحي وشرح الأحكام الإلهية، وتفسير القرآن الكريم بالمعنى المتقدم، ليس سوى عملٍ يدخل ضمن أهلية النبيصلىاللهعليهوآله والأئمة المعصومينعليهمالسلام ؛ لأنّهم وحدهم العارفون بالعلم اللدنّي والعلوم والمعارف الإلهية.
الآن وفي ضوء ما تقدم تتضح جيداً مهمة المفسّرين، فكما جرى بيانه أنّ بيان الوحي وشرح الأحكام وتفسير الآيات القرآنية، إنّما تقع في الأصل على عاتق النبيصلىاللهعليهوآله ، وفي حدود مسؤوليته وهوصلىاللهعليهوآله قام بتعريف الناس بعلوم القرآن على امتداد حياته المعطاءة ما أمكنه، وفي هذا الزمان فإنّ المفسّرين مكلّفون أيضاً بالرجوع إلى الروايات والأحاديث الواردة في هذا المجال، عبر أسانيد صحيحة عن الرسولصلىاللهعليهوآله ، ومطالعة
____________________
(١) النحل : ٤٤.
(٢) آل عمران : ١٦٤.