المقدمة
بالرغم من اعتقادنا بأنّ القرآن الكريم أعظم هدية إلهية لبني البشر، وأنفس تراث خلّفه النبي الأكرمصلىاللهعليهوآله بين المسلمين، فإنّ الأمّة الإسلامية ما أبدت ولا تبدي اهتماماً للانتفاع من هذا التراث العظيم.
فبعد وفاة النبي الأكرمصلىاللهعليهوآله عاش المجتمع الإسلامي محروماً من التمسك بهذا الحبل الإلهي المتين، بالرغم من تأكيداتهصلىاللهعليهوآله الكثيرة بوجوب الرجوع إلى القرآن، والعمل به باعتباره الثقل الأكبر، وتعلّم علوم القرآن عن أهل البيتعليهمالسلام باعتبارهم الثقل الأصغر، وبالنتيجة فقد أُقصي المجتمع الإسلامي عن موقعه الحقيقي الذي بشّر به القرآن بقوله :( وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُؤْمِنِينَ ) (١) ، واليوم لا مفرّ من الاعتراف بالحقيقة المرّة من أنّ المجتمع الإسلامي قد تجرّع خسائر لا تُعوّض؛ بسبب ابتعاده عن حقيقة القرآن وعلوم أهل البيتعليهمالسلام .
ولكن رغم ابتعاد المسلمين عن حقيقة القرآن، وغربة هذه الجوهرة السماوية والهبة الرحمانية، فإنّ الاهتمام بظاهره لاقى رواجاً وازدهاراً جيداً بين الفينة والأخرى في أوساط المسلمين.
إنّ عامة المسلمين يعرفون القرآن كتاباً مقدّساً وسماوياً، نزل على القلب المبارك للنبيصلىاللهعليهوآله في ليلة القدر، وهم يكنون له الإجلال، فاليوم احتلت طباعة القرآن الكريم بورق من النوع الممتاز، وتجليدات مذهّبة، وتلاوته وحفظه، والإلمام بالعلوم التي تتناول
____________________
(١) آل عمران : ١٣٩.