10%

فَاطِمَةُ الزهْرَاءُعليها‌السلام عَلَى أعتَابِ الزواج

كانت السيدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام قد بلغت من العمر تسع سنوات، ولكنّها كانت تتمتّع بالنمو الجسمي، بل الكمال الجسماني، وكانت تمتاز من صغر سنِّها بالنضج الفكري والرشد العقلي المبكّر، وقد وهب الله لها العقل الكامل والذهن الوقّاد، والذكاء الذي لا يوصف، ولها أوفر نصيب من الحسن والجمال والملاحة، خلقةً ووراثة، فمواهبها كثيرة وفوق العادة، وفضائلها الموروثة والمكتسبة تمتاز عن كل أُنثى وعن كل ابن أُنثى.

وأمّا ثقافتها الدينية والأدبية فحدِّث ولا حرج، وسيتضح لك أنّها أعلم امرأة وأفضلها في العالم كلّه، ولم يشهد التاريخ امرأة حازت الثقافة والعلم والأدب بهذا المستوى، مع العلم أنّها لم تدخل في مدرسة ولم تتخرج من كلّيّة سوى مدرسة النبوّة وكلّيّة الوحي والرسالة.

فلا عجب إذا خطبها مشاهير أصحاب النبي، وكان النبي يعتذر إليهم ويقول: أمرها إلى ربّها، إن شاء أن يزوِّجها زوَّجها.

وروى شعيب بن سعد المصري في (الروض الفائق): (فلمّا استنارت في سماء الرسالة شمس جمالها، وتمّ في أفق الجلالة بدر كمالها، امتدت إليها مطالع الأفكار وتمنّت النظر إلى حسنها أبصار الأخيار، وخطبها سادات المهاجرين والأنصار، ردَّهم (المخصوص من الله بالرضا) وقال: إنّي