6%

الزّفَافُ وَمُقدّمَاتُه

وقعت فترة بين العقد والزفاف بدون قصد، بل إنّ عليّاًعليه‌السلام كان يستحي أن يطالب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بزوجته، وكان الرسول أيضاً يحافظ على كرامة السيدة فاطمة فما ينبغي له أن يزف ابنته قبل مطالبة زوجها ذلك.

وطالت تلك الفترة شهراً أو شهوراً، وبقي الأمر مسكوتاً عنه، وأخيراً جاء عقيل إلى علي يسأله عن سبب السكوت والقعود، ويستنهضه للقيام بمقدمات الزفاف وكان عليعليه‌السلام يستحي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يطالبه أن يزفّ السيدة فاطمة ولكن عقيلاً ألحّ عليه، فخرجا يريدان الدخول على الرسول للمذاكرة حول الموضوع.

التقت أُمّ أيمن بهما، وسألت منهما عدم التدخّل مباشرةً، وتكفّلت هي إنهاء الأمر، ولهذا ذهبت إلى أُمّ سلمة فأعلمتها بذلك، وأعلمت نساء النبي، فاجتمعن عند الرسول وكان في بيت عائشة فأحدقن به، وقلن: فديناك بآبائنا وأُمّهاتنا يا رسول الله! قد اجتمعنا لأمر لو أنّ خديجة في الأحياء لقرَّت بذلك عينها!!

فلمّا سمع النبي اسم خديجة بكى، ثم قال: خديجة وأين مثل خديجة؟ صدَّقتني حين كذّبني الناس، وآزرتني على دين الله، وأعانتني عليه بمالها!!