فاطمة الزهراءعليهاالسلام والعِلم
لقد عرفت - من مجموع هذه الأحاديث الماضية - أنّ السيدة الزهراءعليهاالسلام كانت أقرب إنسانة إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، واتصالها وارتباطها بالنبي هو اتصال وارتباط الجزء بالكل، وارتباط بعض الشيء بالبعض الآخر، فالحب والعطف والانسجام والعلاقات الودّية قد بلغت إلى أقصى درجة...
فلا عجب إذا كان رسول اللهصلىاللهعليهوآله يعلّم ابنته أفضل الأعمال، ويرشدها إلى أحسن الأخلاق، ويفيض عليها أحسن المعارف وأرقاها.
والزهراءعليهاالسلام تلتهم العلوم الربّانية من ذلك النبع العذب الزلال، وتمتص رحيق الحقيقة من مهبط الوحي، فيمتلئ قلبها الواعي الواسع بأنواع الحكمة، ويساعدها عقلها الوقّاد، وذكاؤها المفرط على فهم المعاني ودرك المفاهيم، وحفظ المطالب على أتمّ وجه وأكمل صورة.
لقد سمعتْ من أبيها الرسول الأقدسصلىاللهعليهوآلهوسلم الكثير الكثير من العلوم، وتعلّمت منه القدر الغزير من الأحكام والأدعية والأخلاق والحِكَم.
هذا كلّه... بالإضافة إلى ما ألهمها الله تعالى من العلم والمعرفة.
وقد مرَّ عليك بعض التفصيل عند التحدّث عن اسمها: (المحدّثة) .
وروى جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (صلّى الله عليه