مَدْخَل خُطْبَةِ فَاطِمَة الزهْرَاءعليهاالسلام
مأساة فدك والعوالي
أحسن كلام نفتتح به هذا البحث، وأصدق حديث نبدأ به في هذا الموضوع هو كلام الله تعالى، ومَن أصدق من الله قيلاً؟ ومَن أصدق من الله حديثاً؟
قال تعالى:( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (1) .
هذه الآية كما تراها خطاب من الله عزّ وجل إلى حبيبه محمدصلىاللهعليهوآله يأمره أن يؤتي ذا القربى حقّه؛ فمَن ذو القربى؟ وما هو حقّه؟
لقد ذكرنا - في آية القربى أو آية المودّة - أنّ المقصود من القربى هم أقرباء الرسول وهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهمالسلام فيكون المعنى: وأعطِ ذوي قرباك حقوقهم.
رُوي عن أبي سعيد الخدري وغيره: أنّه لما نزلت هذه الآية على النبيصلىاللهعليهوآله أعطى فاطمة فدكاً وسلّمه إليها، وهو المروي عن الإمام الباقر والإمام الصادقعليهماالسلام وهو المشهور بين جميع علماء الشيعة.
وقد ذكر ذلك من علماء السنّة عدد كثير بطرق عديدة، فمنها:
صرَّح في (كنز العمّال) وفي مختصره المطبوع في الهامش من كتاب
____________________
(1) الروم: 38.