وروي عن الإمام الصادقعليهالسلام أنّ السيدة فاطمةعليهاالسلام جاءت إلى أبي بكر - بأمرٍ من الإمام أمير المؤمنينعليهالسلام - وقالت له: ادّعيتَ مجلس أبي وأنّك خليفته، وجلست مجلسه، ولو كانت فدك لك واستوهبتُها منك لوجب عليك ردّها عليَّ.
فقال: صدقتِ.
ودعا بكتاب فكتب فيه بإرجاع فدك، فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك؟
قالت: كتاب كتب لي أبو بكر بردّ فدك.
فقال: هلمّيه إليّ.
فأبت أن تدفعه إليه، فرفسها برجله... ثم لطمها، ثم أخذ الكتاب فحرقه(1) .
فقالت: بقرتَ كتابي بَقر الله بطنك(2) .
نعود إلى ما ذكره الطبرسي قال: فلمّا كان بعد ذلك جاء عليّعليهالسلام إلى أبي بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والأنصار فقال: يا أبا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد مَلَكته في حياة رسول الله؟
فقال أبو بكر: هذا فيء للمسلمين، فإن أقامت شهوداً أنّ رسول الله جعله لها وإلاّ فلا حق لها فيه!
____________________
(1) الاختصاص للشيخ المفيد، الشافي للسيد المرتضى ص 236 / تلخيص الشافي للطوسي ص 48، وذكر ابن حجر العسقلاني - في لسان الميزان ج 1 ص 268، والذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 139: إنّ عمر رفس فاطمة...
(2) وفاة الصِدّيقة الزهراء للمقرّم ص 78.