3%

السرُّ في مطالبة فاطمة الزهراءعليها‌السلام بفدك

من الممكن أن يقال: إنّ السيدة فاطمة الزهراء الزاهدة عن الدنيا وزخارفها، والتي كانت بمعزل عن الدنيا ومغريات الحياة ما الذي دعاها إلى هذه النهضة، وإلى هذا السعي المتواصل والجهود المستمرّة في طلب حقوقها؟

وما سبب هذا الإصرار والمتابعة بطلب فدك والاهتمام بتلك الأراضي والنخيل مع ما كانت تتمتّع به السيدة فاطمة من علوِّ النفس وسموّ المقام؟

وما الداعي إلى طلب الدنيا التي كانت أزهد عندهم من عفطة عنز، وأحقر من عظم خنزير في فم مجذوم، وأهون من جناح بعوضة؟

وما الدافع بسيّدة نساء العالمين أن تتكلّف هذا التكلّف، وتتجشم هذه الصعوبات المجهدة للمطالبة بأراضيها، وهي تعلم أنّ مساعيها تبوء بالفشل وأنّها لا تستطيع التغلّب على الموقف، ولا تتمكّن من انتزاع تلك الأراضي من المغتصبين؟؟

هذه أسئلة يمكن أن تتبادر إلى الأذهان حول الموضوع.

الجواب: أوّلاً: إنّ السلطة حينما صادرت أموال السيدة فاطمة الزهراء وجعلتها في ميزانية الدولة (بالاصطلاح الحديث) كان هدفهم تضعيف جانب أهل البيت، أرادوا أن يحاربوا عليّاً محاربة اقتصادية، أرادوا أن يكون علي فقيراً حتى لا يلتف الناس حوله، ولا يكون له شأن على الصعيد الاقتصادي، وهذه سياسة أراد المنافقون تنفيذها في حق رسول الله