3%

الخطبة الخالدة

روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه: أنّه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك، وبلغها ذلك.

لاثت خمارها على رأسها(1) .

واشتملت بجلبابها.

وأقبلت في لمّةٍ من حفدتها ونساء قومها(2) .

تطأُ ذيولها(3) .

ما تخرم مشيتها مشية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (4) .

حتى دخلت على أبي بكر.

وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم(5) .

فنيطت دونها ملاءة(6) .

فجلست ثم أنَّت أنَّةً أجهش القوم بالبكاء فارتجَّ المجلس

ثم أمهلت هنيئة(7) ، حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم(8) .

__________

(1) لاثت: شدّت. والخمار: ثوب يغطى به الرأس.

(2) اللّمة - بضم اللام وتخفيف الميم -: الجماعة، الحفدة، الخدم.

(3) كناية عن شدّة التستّر.

(4) ما تنقص مشيتها عن مشية أبيها من حيث الوقار والكيفيّة.

(5) الحشد: الجماعة.

(6) نيطت: علّقت. والملاءة: الإزار والثوب اللّين الرقيق.

(7) وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ج 16 ص 211: ثم أمهلت طويلاً.

(8) النشيج: صوت البكاء مع التوجّع. والفورة: الشدّة.