الخطبة الخالدة
روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه: أنّه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك، وبلغها ذلك.
لاثت خمارها على رأسها(1) .
واشتملت بجلبابها.
وأقبلت في لمّةٍ من حفدتها ونساء قومها(2) .
تطأُ ذيولها(3) .
ما تخرم مشيتها مشية رسول اللهصلىاللهعليهوآله (4) .
حتى دخلت على أبي بكر.
وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم(5) .
فنيطت دونها ملاءة(6) .
فجلست ثم أنَّت أنَّةً أجهش القوم بالبكاء فارتجَّ المجلس
ثم أمهلت هنيئة(7) ، حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم(8) .
__________
(1) لاثت: شدّت. والخمار: ثوب يغطى به الرأس.
(2) اللّمة - بضم اللام وتخفيف الميم -: الجماعة، الحفدة، الخدم.
(3) كناية عن شدّة التستّر.
(4) ما تنقص مشيتها عن مشية أبيها من حيث الوقار والكيفيّة.
(5) الحشد: الجماعة.
(6) نيطت: علّقت. والملاءة: الإزار والثوب اللّين الرقيق.
(7) وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ج 16 ص 211: ثم أمهلت طويلاً.
(8) النشيج: صوت البكاء مع التوجّع. والفورة: الشدّة.