شرح الخطبة
(الحمد لله على ما أنعم) إنّ شكر المنعم واجب شرعاً وعقلاً وعرفاً، يستحق الحمد على ما أنعم من النعم الظاهرية كالحياة والصحّة ونحوها.
(وله الشكر على ما ألهم) من النعم الباطنية، كالعلم والمعرفة، والغرائز التي ألهم الإنسان وغير الإنسان إيّاها، فإنّ الإلهام إلقاء في القلب والنفس كالتلقين، وهو تعليم على وجه لا سبيل لأحد للوقوف عليه.
(والثناء بما قدّم) لله تعالى نعم قد أخّرها إلى الدار الآخرة، وهي الجنّة ونعيمها وغير ذلك، ولله تعالى نعم قد قدّمها في هذه الدنيا، قدّمها على بقيّة النعم، وإليك بعض التفصيل:
(من عموم نعم ابتداها) النعم العامّة التي ابتداها الله تعالى: كالماء والهواء والتراب والنار، وقبلها نعمة الإيجاد والخلق، والنعم الابتدائية كالجاذبية في الأرض، والمسافة المعيّنة المحدودة بين الأرض والقمر، وبين الأرض والشمس، والغطاء الجوّي المحيط بالكرة الأرضية المسمّى بالطبقة النتروجينية، وغير ذلك ممّا علم به البشر وما لم يعلمه، ابتداها الله قبل أن يستحقّها البشر.
(وسبوغ آلاء أسداها) الآلاء السابغة أي النعم الشاملة الكاملة التامّة، وأسداها: أعطاها، كنعمة الأعضاء والجوارح والمشاعر والمدارك التي يشعر ويدرك بها الإنسان وغير الإنسان.
(وتمام منن والاها) المنن: جمع منّة، وهي النعمة والعطيّة والإحسان،